كان أول رد لقوات النظام على تقدم الثوار باتجاه
الساحل، بعد سيطرة جيش الفتح على مناطق عدة أهمها مدن؛ إدلب وجسر الشغور وأريحا إضافة إلى معسكر المسطومة، هو الإعلان عن تشكيل "لواء
درع الساحل" لحشد ما تبقى من شباب الطائفة العلوية للقتال إلى جانب النظام.
لكن القيادي في الفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش الحر، علي عثمان، يرى في حديث لـ"
عربي21"، أن هذا اللواء هو عبارة "عن تشكيل لامتصاص غضب موالين النظام، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الأسد على مختلف الجبهات".
ويضيف: "تم قتل المئات من شباب الطائفة العلوية المنتسبين إلى الدفاع الوطني خلال المعارك الأخيرة في إدلب وسهل الغاب، وأغلب القتلى بقيت جثثهم على الأرض بعد هروب من تبقى من جند النظام كانوا على قيد الحياة، وهذا ما أثار غضب أهل القتلى الذين ذهبوا يطالبون بأبنائهم رافضين ذهاب أي شاب إلى خارج الساحل للقتال في صفوف النظام".
وهذا، وفق القيادي في الفرقة الساحلية الأولى، "ما دفع بنظام الأسد للإعلان عن تشكيل مثل هذا اللواء ليقول إنه لحماية الساحل، وعندها سيجبر عدد من الشباب المتبقين دون سلاح على حمله للدفاع عن قراهم ومنطقهم.
لكن، وبالرغم من ذلك، لم يلق هذا اللواء التفاعل الكبير من قبل أبناء الطائفة العلوية، "بسبب فقدان ثقتهم بهذا النظام، الذي وخلال أربع سنوات لم ينفك عن وعدهم بأنه سينتصر، ولكن جميع وعوده كانت كاذبة ولم يحقق أي منها، وفق قول عثمان.
وجاء في الإعلان عن تشكيل اللواء عبر صفحات موالية للنظام السوري؛ ذكرت أن اللواء هدفة حماية الساحل من تقدم الثوار، وأنه يستقبل طلبات المتطوعين عبر مكاتب له في مدن الساحل المختلفة. وكان أول مكتب له في مدنية القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، ثم في مدن جبلة وبانياس وطرطوس واللاذقية.
ويتبع اللواء للحرس الجمهوري، وذكرت الصفحات المؤيدة أنه يستقبل المتطوعين بعقود لمدة سنتين أو عقود مدى الحياة، وبراتب شهري يصل إلى 40 ألف ليرة سورية (حوالي 150 دولار أمريكي). كما جاء في إعلان تم توزيعه في الساحل؛ أنه من خلال الانتساب لهذا اللواء يمكن للشباب المتخليفين عن الخدمة الإلزامية والفارين قبل تاريخ الأول من كانون الثاني/ يناير 2015؛ تسوية أوضاعهم للدخول في صفوف هذا اللواء.
ويوضح عثمان أن الثوار يتواجدون "على الجبهة الأقرب إلى عقر دار النظام وخزانه البشري الأكبر، وهي جبهة الساحل التي يحرص النظام على تعزيزها بأقوى التشكيلات العسكرية، لأن أي خسارة له على هذه الجبهة أو أي تقدم لنا باتجاه اللاذقية وطرطوس سيكون بداية العد العكسي لنهاية لهذا النظام" حسب تقديره.
ويضيف أنه باعتبار "أن لواء درع الساحل سيكون مهمته القتال على جبهات الساحل، فنحن وخلال الفترة القادمة سنعمل على توجيه أكبر الضربات العسكرية لعنصر هذا اللواء، ولقوات الأسد بشكل عام، ولن نتراجع على هدفنا الأساسي وهو الدخول الى الساحل وتحريره بشكل كامل".
من جهتها، أكدت الناشظة في اللاذقية بنان الحسن؛ أن الحرس الجمهوري أعلن عن انطلاق لواء درع الساحل، لتشجيع الشباب على الانتساب إليه، كونه سيكون تابعا لأقوى تشكيلات جيش النظام.
وأضافت: "وصل بالمسؤولين عن اللواء إلى حد الطلب من الشباب مجرد التطوع فيه والبقاء بوظائفهم أو قراهم. هذا يعني أن يقدموا طلب الانتساب دون الخروج من وظائفهم أو الخروج من قراهم للقتال إلى جانب النظام في مناطق أخرى".
وأشارت الحسن، في حديثها لـ"
عربي21"، إلى أن هذا اللواء "ما زال حبرا على ورق، رغم حرص المسؤولين عليه لتشكيله بأسرع وقت، ووضعه تحت مظلة الحرس الجمهوري كنوع من الدعاية له وجعله مصدر قوة"، مضيفة: "رغم كل هذه الحوافز المعطاة إلا أنه لم يجد صداه المناسب في قلوب الشباب
العلويين، الذين وجه لهم النداء خاصة دون باقي شباب
سوريا، حيث خص النظام توزيع إعلانات هذا اللواء في مدينة القرادحة وأحد الأحياء العلوية في كل من جبلة واللاذقية وطرطوس".