اعتبر الإعلامي
المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، حمدي
رزق، أن
العفو الرئاسي، الذي أعلنه السيسي، وتم بمقتضاه إطلاق سراح عدد من
السجناء، قد تضمن إجبار بعض هؤلاء السجناء على السجود المذل لغير الله، لدى إطلاق سراحهم، على حد قوله.
وقال رزق في مقال بجريدة "المصري اليوم"، بعنوان: "إحنا مش هنطلع في الكادر": "فيديو مخجل مدته (71 ثانية) لو شاهده السيسي لما سكت ثانية واحدة على هذا الإذلال الذي يمارسه ضابط عديم الضمير تجاه شاب أعزل وقع الرئيس قرارا جمهوريا بالعفو عنه، يأمره بالسجود على الأرض أمام كاميرات التصوير، قائلا للمصورين: "إحنا مش هنطلع في الكادر".
وأضاف رزق: "السجود لغير الله شرك بالله، ما حكم الشرع في السجود بالأمر والعياذ بالله، كيف تتقبل الضمائر الحية هذا الذي يجري لشباب تابوا وأنابوا ووقعوا وثائق التوبة، وتقرر الإفراج عنهم، لازم الإذلال وأمام الكاميرات، والخديعة الحقيرة، يسجدون لله شكرا، وخلي بالك "إحنا مش هنطلع في الكادر".
وتابع رزق: "هذا الكادر المذل يقيل حكومة، للأسف وزارة الداخلية طلعت في الكادر، ألن يكتمل الكادر إلا بسجدة، لازم تبوظوا الكادر الرئاسي، الرئيس أصدر قرارا بالعفو يخلو من السجود، من ذا الذي أمر الشاب بالسجود، ليس في لوائح السجون السجود لغير الله، سعادته بيفتكس كادر، يا سلام المفرج عنهم يسجدون على الأرض شكرا، أرض مصر مش أمريكا".
واستطرد: "هذا الكادر ينسف كل قرارات العفو الرئاسية، عفو إيه، والسجود هنا بالأمر، هذا الكادر جعل من قرار كريم في شهر كريم كحسنة يتبعها أذى، من ذا الذي فكر ورسم وأخرج هذا السيناريو الكئيب؟ كيف يقبل ضمير وزير الداخلية هذه السجدة؟
وخاطب رزق وزير داخلية الانقلاب بقوله: "سيادة الوزير عبدالغفار، هذا الضابط "أبو نظارات سوداء" في الفيديو خرق كل القوانين، أهان هذا الشاب، وأذله، وأرغمه على السجود لغير الله، وهذا يهتز له عرش السماء، لا يمكن أن يتحول العفو الرئاسي على أيدي هؤلاء إلى حفلة إذلال".
وتساءل: ما الهدف من صورة سجود سجين إرغاما؟!.هل هذا هو العفو؟!. هل هذا ما قصده الرئيس؟!. لا والله، هؤلاء الذين منوط بهم تنفيذ قرارات الإفراج يستخدمونها ورقة لإذلال البشر، من ذا الذي يقبل هذا الإذلال؟.. هل هو ثمن الإفراج؟.. وماذا لو رفض السجين الذي يتدارى خجلا من الكاميرات تطارده، أيرجع ثانية السجن.. أم سيلغي قرار الرئيس؟!
وحمدي رزق أحد الإعلاميين ذوي العلاقة الوثيقة بالأجهزة الأمنية والمخابراتية في مصر، ويُعدّ أحد الأذرع الإعلامية لعبد الفتاح السيسي.
يذكر أن قرار السيسي بالإعفاء عن باقي مدة العقوبة في حق 156 من السجناء، في قضايا خرق قانون التظاهر، والجنح، بمناسبة شهر رمضان، لم يشمل الإفراج عن نشطاء سياسيين، فضلا عن أن معظم المفرج عنهم حرفيون من أصحاب المهن، وأطفال، وطلبة.
ووصفت الصحف المصرية القرار بأنه "هدية السيسي"، فيما طالب المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو هيئة حكومية، السيسي، بإصدار قرارات جديدة بالعفو عن العديد من الشباب والطلاب المحبوسين والمحكومين على ذمة قضايا خرق قانون التظاهر، مشيرا إلى قوائم تضم 1300 من الشباب والطلاب، سبق أن تقدم بها.