قارن إعلامي
مصري بين "
العدالة في زمن عمر بن
الخطاب"، و"العدالة فى زمن
السيسي"، وخلص إلى أن عدالة عمر بن الخطاب لا تصلح في زمن السيسي!
وقال الإعلامي والكاتب الصحفي الداعم للانقلاب، نبيل عمر، إنه "قد تصلح العدالة الفردية في زمن النبوة، الأعداد محدودة، وتنتظم الحياة في شكل قبلي إلى حد كبير، بكل ما للقبيلة من قيم وعادات في الحكم والقضاء، وفق شريعة الإسلام، لكن مع التوسع الإمبراطوري بات ذلك مستحيلا، وكان من الطبيعي أن يلجأ عمر بن الخطاب إلى تعيين قضاة لأول مرة في كل الأمصار التي فتحها"، على حد قوله.
وأضاف: "أي أن عمر اكتشف أن العدالة ليست فردا، وإنما مؤسسة، على قدر التطور والبساطة التي كانت عليها الحياة في ذلك الزمن البعيد، لكن في زمن عبد الفتاح السيسي لم تعد العدالة المؤسسة قاضيا مهما كان شأنه وعلمه، بل نظام تقاض، فيه إجراءات وقواعد منظمة لأي دعوى، وفيه فرصة لمراجعة الحكم مرة ومرتين، فالتعقيد في أساليب الحياة خلق ظروفا مربكة قد يسقط بعض القضاة في حبائلها، فيصححها قضاة آخرون"، وفق قوله.
يُذكر أن أي نظام قضائي في العالم يقوم على تراتبية درجات التقاضي، وعدم الاكتفاء بالحكم من الدرجة الأولى، وبكلمة واحدة، وأن هذا ليس اختراعا جديدا في زمن السيسي، وإنما هو نظام قديم ومعروف في مصر والعالم.
وكان قد تم الحكم على سبعة مصريين بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "عرب شركس" من درجة واحدة أمام القضاء العسكري، الذي لا يعرف التقاضي على أكثر من درجة، ولا يعترف بالنقض ، ولا الاستئناف. ويجمع القانونيون في العالم على أن القضاء العسكري يفتقر لأبسط مقومات العدالة السليمة بالنسبة للشخص المدني، على الأقل.
وأضاف عمر في مقاله بجريدة المقال، الصادرة السبت، بعنوان :"العدالة في زمن عمر بن الخطاب.. والعدالة في زمن السيسي" أن الحكاية المروية عن عدالة عمر بن الخطاب لم تعد صالحة لزماننا بأي شكل من الأشكال".
وأشار إلى قصة المصري الذي سافر إلى عمر بن الخطاب في المدينة، وشكا له قيام محمد ابن والي مصر عمرو بن العاص، بضربه بالسوط، لأنه سابقه فسبقه، وهي القصة التي وردت في كتاب: "فتوح مصر وأخبارها" الذي كتبه ابن عبد الحكم المصري، في عام 257 هجرية.
وشكك الكاتب في القصة قائلا: "هل يُعقل أن يطلب عمر بن الخطاب من المصري أن يمسك سوطا، ويضرب ابن الأكرمين، دون تحقيق وتمحيص وبرهان على صحة كلام هذا المصري.. ألم يكن ممكنا أنه يكذب أو يبالغ فيما صنعه ابن عمرو بن العاص به؟".
وأضاف: "السؤال الأهم : أي نص قرآني لجأ إليه عمر بن الخطاب في عقاب ابن عمرو بن العاص؟ وهل القصاص في الإسلام أن يأخذ كل مدع حقه فورا باليد من المدعى عليه؟ وكيف يمكن أن يحدث هذا في إمبراطورية ممتدة من صحراء جزيرة العرب إلى العراق وفارس والشام وشمال أفريقيا، وتضم ملايين من البشر أجناسا وطوائف وأديان مختلفة؟
واختتم مقاله بالقول: "ليس نظام العدالة (الخاص بعمر بن الخطاب) فقط هو الذي لا يصلح لزماننا، لكن بمقاييس عصرنا وحياتنا، وليس بمقاييس عصر عمر بن الخطاب، ولا أبي بكر الصديق، ولا علي بن أبي طالب، ولا معاوية، ولا هارون الرشيد".
يذكر أن جريدة "المقال"، ويرأس تحريرها إبراهيم عيسى، دأبت على شن الحملات التي تنتقص من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم"، في ظل صمت تام من قبل مشيخة الأزهر، ووزارة الأوقاف، وعلماء المؤسستين، فضلا عن حزب "النور" ذي التوجه السلفي.