أكاديمي إماراتي يلمح لمبادرة مع قطر لإنهاء أزمة مصر (فيديو)
عمان - عربي2117-Jun-1512:54 PM
شارك
المبادرة القطرية الإماراتية قد تحافظ على النظام وتضحي بالسيسي - الوكالة القطرية
شهدت العلاقة بين قطر والإمارات في السنوات الأخيرة حالة من التوتر، إثر التباين الواسع في النظر إلى عدة قضايا مفصلية في المنطقة، ودعم كل منهما حليفا نقيضا للآخر، مثل سوريا وليبيا، وتربعت على عرش الخلافات أزمة الانقلاب العسكري في مصر والعلاقة مع الإخوان.
فقطر أيدت مسار ما يعرف بالربيع العربي، ودعمت الحركات الثورية وعلى رأسها الإخوان، فيما نظرت الإمارات ومن قبلها السعودية، نظرة ريبة نحو هذا التحرك الجماهيري، ما دفعها إلى محاربته بكل قدراته وهو الأمر الذي شكل صداما بين البلدين.
لكن مع التغيير الجديد في قيادة السعودية، بدأت تتغير ملامح التحالفات بسبب تغير الأهداف، وبدأ الحديث في مجلس التعاون الخليجي عن الخطر الإيراني المحدق، وتأجيل الصدام مع حركات الإسلام السياسي، وهو الأمر الذي فرض تهدئة بين جميع الأطراف ومحاولة لتشكيل موقف خليجي واحد يخرج مصر من أزمتها بحلول ترضي جميع الأطراف، وهذا ما ظهرت بوادره في زيارة أمير قطر إلى الإمارات مؤخرا.
ملامح مبادرة خليجية
الأكاديمي الإماراتي المعروف، والذي يوصف بأنه مقرب من ولي عهد أبو ظبي، عبدالخالق عبدالله، ألمح إلى وجود مبادرة بين الطرفين القطري والإماراتي لحل الأزمة في مصر تعيد لتلك البلاد "عافيتها واستقرارها".
وفي حواره مع قناة "العربي" التي تبث من لندن وبتمويل قطري، أكد عبد الخالق على دور كل من الإمارات وقطر في مصر، وقال إنهما طرفان رئيسيان وبإمكانهما عمل دور توفيقي.
وشدد على أنه "تمكنت الدوحة وأبو ظبي من تصفية الخلافات قبل انعقاد قمة مجلس التعاون في ديسمبر 2014، لكن ظلت الخلافات في ملفات حيوية قائمة، خاص العلاقة مع مصر، والعلاقة مع الإخوان... لكن الزيارة تعني أن هناك صفحة من الود والانسجام، وتؤسس لمرحلة جديدة على المستوى الخليجي".
ولوحظ في الفترة الأخيرة تغيير لهجة عبدالخالق، عبر حسابه على "تويتر" وقال في سلسلة تغريدات له إنه سأل عددا من زملائه في مصر: "هل أخذت الدولة البوليسية في مصر تنتعش من جديد بعد 4 سنوات من ثورة 25 يناير وفي ظل الرئيس السيسي؟ وهل انتهى الربيع المصري إلى لا شيء؟ وهل انتهت ثورة الحرية دون أن تحقق الحرية والتنمية المنشودة بعد أربع سنوات من اندلاعها؟".
وفي أولى الخطوات التي عبرت بحسب مراقبين عن تغير لهجة الإمارات تجاه مصر، السماح للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق بمهاجمة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي من أراضيها، في خطوة غير مسبوقة.
وكان شفيق قد طعن بشكل مبطن، في شرعية السيسي عبر الحوار الذي أجراه مساء الأحد مع الإعلامي عمرو أديب وهاجم خلاله كذلك أجهزة الأمن المصرية.
وليس بعيدا، فقد ظهرت بوادر ضغوط من الإمارات على مصر في مشروع "العاصمة الإدارية"، حيث كشفت صحيفة مصرية وجود خلافات بين الحكومة والشركة الإماراتية، التي وقع الاختيار عليها لتنفيذ المشروع الذي أعلنه رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الأخير، لإنشاء عاصمة جديدة بمصر، الأمر الذي يهدد بتوقف المشروع.
ونقلت صحيفة الوطن، عن مصدر حكومي رفيع المستوى قوله: "إن خلافات حادة تفجرت خلال الأيام الماضية، بين الحكومة المصرية والمستثمر الإماراتي محمد العبار، الذي تشرف شركته (إيغل هيلز)، على المخطط الرئيسي لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة".
تحركات ندا والغنوشي
وقبل أيام ظهر على الساحة بعد طول غياب، القيادي الإخواني يوسف ندا، ملوحا بمبادرة عرضها على "الشرفاء" من القوات المسلحة لحل الأزمة في مصر.
وقال ندا في تصريحات لقناة الجزيرة، إنه طلب منه إصدار هذه التصريحات، وأنه قام بتعديل نصها الأولي لتكون مقبولة من جماعة الإخوان المسلمين، لكنه رفض تحديد الجهات التي طلبت منه إطلاق المبادرة قائلا إنه "لا يمكن الإفصاح عن كل شيء في عالم السياسة".
وتفتح تصريحات ندا باب التساؤلات عن إمكانية البحث في مصالحة وطنية مصرية تضع حدا لدور السيسي في السياسة المصرية، خصوصا أن هذه التصريحات لا يمكن أن تصدر عن شخصية بمستوى يوسف ندا دون التنسيق مع جهات إقليمية معنية بإنهاء حالة الفوضى والصراع في مصر، حتى لو أدى ذلك للتخلي عن قائد الانقلاب.
ومن المعلوم أن ندا أصدر تصريحاته خلال الفترة التي زار فيها رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي الرياض، والتقى ولي عهدها بحسب مصادر لـ"عربي21"، وبعد أيام من إعلان الغنوشي استعداده للوساطة بين أطراف الأزمة المصرية؛ "إذا طلبت منه الأطراف المختلفة ذلك"، وهو الأمر الذي قد يعزز التحليلات التي تربط ببين تصريحات ندا ومبادرة الغنوشي وزيارته الأخيرة شبه الرسمية للسعودية.