قالت صحيفة "لا ليبيراسيون" الفرنسية، إن مقاتلي تنظيم الدولة استولوا على المصفاة الكبيرة لمدينة بيجي
العراقية، موردة أن تقارير غير مؤكدة تفيد بتقدمهم تجاه المملكة الأردنية، ما ينبئ بفشل ذريع لمحاربي ومجابهي التنظيم في العراق والشام.
وحذر تقرير الصحيفة الفرنسية، الذي اطلعت عليه "
عربي 21"، من عواقب الوضع المتأزم بعد سقوط الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والمعقل العراقي ذو الإستراتيجية البالغة، في قبضة مقاتلي تنظيم الدولة، زيادة على سقوط مدينة تدمر بسوريا والتي تعتبر نقطة حدودية ذات بعد استراتيجي وجغرافي مهم بالمنطقة.
وأفادت الصحيفة أن كلا من واشنطن وطهران وحزب الله اللبناني زيادة على بلدان الخليج العربي، دقوا ناقوس الخطر لمواجهة تنظيم الدولة في العراق والشام، وأن عليها إعادة النظر في مخططاتها لمواجهة التنظيم.
ويرى التقرير، أن
حزب الله أكثر قلقا حيال الوضع، وذلك حسبما أفصح عنه حسن نصر الله، الذي دعا، في خطوة غير مسبوقة، لاتحاد "مقدس" ضد التنظيم الإرهابي، بسبب تشكيله " تهديدا وجوديا" على المنطقة برمتها.
وتساءلت الصحيفة عن إمكانية تغيير
الولايات المتحدة الأمريكية لإستراتيجيتها إزاء المستجدات، معتبرة أن العراق وجيشه المسخر من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، من أكثر الدول التي تبذل مجهودات كبيرة لقتال تنظيم الدولة على الميدان، والذين لن ينسوا أبدا أن كل هذه الفوضى هي نتيجة لغزو العراق سنة 2003، حيث حرصت على تدريب وتسليح الجيش العراقي بمليارات الدولارات.
ويرى التقرير، أن سقوط الرمادي وتدمر في قبضة مقاتلي التنظيم، هزيمة ساحقة للبنتاغون، الأمر الذي حذا بوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر لانتقاد الجيش العراقي بحدة. ليقول الرئيس باراك أوباما في إحدى المقابلات التلفزية " إذا لم تكن هناك رغبة لدى العراقيين في محاربة داعش، فلن نقوم بالأمر نيابة عنهم".
وبخصوص إيران، اعتبرت الصحيفة أن طهران اختارت إشراك نفسها في المسألة، وذلك بعد أن قال المسؤول عن العمليات الاستخباراتية الأجنبية، الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أن هذه الخطوة كانت ضرورية وذلك بعد "رفض الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها القتال بصدق"، مضيفا " اليوم، لا أحد يواجه الظاهرة الخطيرة، في إشارة لداعش، إلا إيران".
واتهم سليماني الولايات المتحدة بالتواطؤ في المؤامرة، وعدم وجود إرادة فعلية لدى أمريكا لمواجهة التظيم، متسائلا عن المسافة التي تفصل مدينة الرمادي عن قاعدة الأسد حيث تتمركز طائرات أمريكية.
واعتبر التقرير التحليلي، أن إيران تعيش ورطة في سوريا، كما أنها تخشى تداعيات الوضع في لبنان، حيث استغل حسن نصر الله الاحتفالات بالذكرى السنوية الـ15 لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لتمرير رسائل تقول " بأن المعركة اليوم ضد التكفيريين، معركة وجودية للبنان والمنطقة، وعند التحدث عن المعارك الوجودية فكل الأمور الأخرى تصير ثانوية".
واستنتجت الصحيفة، أن حرب حزب الله مع الكيان الإسرائيل ستصير ثانوية، وسيتم تصدير القضية إلى الخلف، وفق تصريحات نصر الله الذي سبق له التأكيد على أن " الإنسانية جمعاء تواجه تهديدات غير مسبوقة، وهي تهديدات لا تستهدف المقاومة تحديدا، يقصد حزب الله وحلفاءها، بل يتعدى الأمر إلى نظام الأسد والحكومة في العراق وجماعة في اليمن".
وخلص التقرير إلى أن الأمر لا يتعلق بحرب دينية بالمنطقة ولكنه صراع لبسط السيطرة على مناطق إقليمية استراتيجية.