نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا حول مآلات التطورات الميدانية الأخيرة في كل من
الرمادي وتدمر وبيجي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إن استراتيجية الولايات المتحدة وإيران وحزب الله، في المناطق الآنف ذكرها، قد باءت بالفشل، مما يستوجب مراجعتها.
وأشارت إلى خطورة الوضع في كل من الرمادي، عاصمة
الأنبار في
العراق، على اعتبار الموقع الاستراتيجي للمدينة، وتدمر في
سوريا، على إثر نجاح
تنظيم الدولة في السيطرة عليها، وبسط نفوذه على مواقع حساسة من الحدود العراقية السورية، علاوة على استعادته لمركز تكرير النفط في بيجي، ما يمنح التنظيم بعدا جغرافيا واستراتيجيا كبيرا.
ونقلت الصحيفة أخبارا غير مؤكدة عن شروع تنظيم الدولة في التقدم نحو الأردن، "ما يشكل هزيمة مريرة وغير مسبوقة لأعدائه ومنافسيه"، مضيفة أن
حزب الله هو الجهة الأكثر قلقا فيما يبدو، حيث كان أمينه العام حسن نصرالله قد نادى، الأحد الماضي، بتشكيل اتحاد مقدس يتولى مواجهة تنظيم الدولة الذي اعتبره خطرا يتهدد كل المنطقة.
وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة قد وجهت النصيب الأكبر من اهتمامها ودعمها للعراق في مواجهة تنظيم الدولة، حيث بدا أنها لم تنسَ تداعيات اجتياحها للبلد في عام 2003، فضلا عن إنفاقها مليارات الدولارات في تدريب وتسليح الجيش العراقي الذي اعتبرته منكوبا.
وصرحت بأن نجاح تنظيم الدولة في السيطرة على مدينتي الموصل والرمادي "يُعد هزيمة ساحقة للبنتاغون"، الأمر الذي أفضى إلى رد فعل "تعوزه الدبلوماسية" لوزير الدفاع آشتون كارتر، الذي اتهم الجيش العراقي بانعدام عزيمته في القتال للدفاع عن عاصمة محافظة الأنبار.
وأشارت الصحيفة إلى تعزيز
إيران انخراطها في هذه المواجهة، حيث كان الجنرال قاسم سليماني، رئيس قوات القدس التابعة للحرس الثوري، والمسؤول عن العمليات والاستخبارات الخارجية، قد شدد على ضرورة تدخل إيران، نظرا لرفض الولايات المتحدة وحلفائها القتال في العراق.
وصرح سليماني، بحسب ما ورد في الصحيفة، بأن "إيران هي البلد الوحيد الذي يقاوم هذه الظاهرة الخطيرة عمليا"، و"لم يفعل باراك أوباما شيئا لمواجهة تنظيم الدولة، ما يضع رغبة الولايات المتحدة الحقيقية في مواجهته قيد التساؤل".
ونوهت الصحيفة إلى التواجد الكثيف الذي لوحظ مؤخرا لرئيس قوات القدس على الجبهات العراقية والسورية، أو في لبنان، حيث يتولى توجيه العمليات العسكرية، وتأطير الضباط المحليين الموجودين بالمنطقة.
ونقلت تساؤل قاسم سليماني، في خطاب وجهه للرئيس الأمريكي، وألقاه أمام عدد من كبار الشخصيات الإيرانية، عن دوافع عدم إقدام بلده على أي فعل عملي لحماية العراقيين، على الرغم من تمركز طائرات حربية أمريكية في قاعدة بشار الأسد، التي لا تبعد كثيرا عن الرمادي، مصرحا بأن ذلك يدل حتما على "تواطؤ" الولايات المتحدة في مؤامرة تستهدف المنطقة.
من جهة أخرى؛ أشارت الصحيفة إلى "خشية" حزب الله من تداعيات ورطته في سوريا على لبنان، حيث استغل الأمين العام حسن نصرالله الذكرى الـ15 للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، للتأكيد على أهمية "محاربة المشروع التكفيري" باعتبار أن هذه "المواجهة مصيرية" للبنان بخاصة، والمنطقة بعامة، ما يجعلها تتصدر كافة الأولويات، بما فيها محاربة "إسرائيل".
وأشار نصرالله صراحة، بحسب "ليبراسيون"، إلى تواجد قوات حزب الله في كافة أنحاء سوريا، خلافا لما كان يدعيه من اقتصار تواجد مقاتلي التنظيم على الحدود اللبنانية والأماكن الشيعية المقدسة في سوريا، "ما يدل على ضعف الجيش السوري".
وختاما؛ فقد خلصت الصحيفة إلى أن هذه الحرب لا تقتصر على الدافع العقدي الديني، بقدر ما تهدف إلى وضع أسس هيمنة إقليمية بالمنطقة.