بالرغم من أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ما زالت بعيدة، اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية، أن مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة
الشرق الأوسط وأفريقيا، غدت مناسبة غير معلنة لإطلاق حملة انتخابية سابقة لأوانها دعما لمرشحة الرئاسة الأمريكية
هيلاري كلينتون.
وتطرقت " لوموند" إلى ما أسمتها بـ"بعض النكات"، التي رافقت اعتلاء الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، المنصة لإلقاء كلمة الجلسة الافتتاحية لـ"مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا" المنعقدة بمدينة
مراكش المغربية.
ووصفت الصحيفة، الدقائق الأولى لحديث كلينتون خلال الملتقى، بـ" الشو الأمريكي"، حيث تطرق خلال حديثه إلى حفيدته شارلوت، متسائلا عن الكيفية التي يجب مناداته بها في حال أصبحت زوجته هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، ما خلف موجة من التصفيقات هزَّت القاعة.
وانتقدت الصحيفة، تعمَّد بعض ضيوف الملتقى، ومتدخلين، كرجل الأعمال السوداني محمد إبراهيم والمغني الصومالي كنان وارسامي، استعمال كلمات حماسية ومنمقة تصب جميعها في إمكانية رؤية امرأة قريبا على رأس السلطة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلق الرئيس كلينتون، الذي سير جلسة النقاش، " الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد، والانتخابات ما زالت بعيدة ، دعونا نتوقف عن الحديث في السياسة".
وأورد تقرير الصحيفة أن هيلاري كانت على كل لسان، بالرغم من غيابها عن الملتقى العالمي، فلا تكاد تمر ندوة من ندوات افتتاح ملتقى كلينتون في مراكش دون العودة سريعا للحديث عن المرشحة الرئاسية.
وأوضح التقرير المنشور الخميس، أن تشيلسي ابنة آل كلينتون، ونائب رئيس مؤسسة كلينتون العالمية، أشارت إلى أنها ستشارك في الحملة الانتخابية لصالح والدتها دون الإشارة إلى كيفية قيامها بذلك. ردا منها على سؤال أحد المتدخلين.
واستغلت الشابة ذات 35 عاما المناسبة، من أجل الحديث عن الجدة هيلاري ووصفها بـ" المرأة القوية والجريئة"، التي علمتها بأن " الحياة ليست ما أنت عليه، بل ما أنت بصدد فعله"، مؤكدة أن ما تلقته من حِكم من طرف أمها جدير بالمشاركة مع الشباب الأفريقي.
وأوضح تقرير الصحيفة الفرنسية، أن أعضاء مبادرة كلينتون العالمية عملوا منذ 2005 على تفعيل أزيد من 3200 من المشاريع التي ساهمت في تغيير حياة ما يقارب 430 مليون شخص في أزيد من 180 بلدا.
واستعرض بيل كلينتون المعطيات المذكورة، " بافتخار واضح دون الإهتمام كثيرا بالكتاب – التحقيق حول مصادر تمويل مؤسسته العالمية، والذي نشرت منه صحيفة "نيويورك تايمز" فصولا يوم 19 نيسان/أبريل المنصرم" تقول الصحيفة.
وأوردت لوموند، أن صوتا أنثويا مسموعا داخل القاعة المحتضنة لعدد من الشخصيات العالمية من القطاعين العام والخاص، ورؤساء مقاولات كبرى، ومنظمات مدنية للحكومات وللقطاع الخاص، تساءل بخجل " أين هيلاري"؟، وهو السؤال الذي كان كفيلا بإطلاق موجة من الضحك.