خلص معهد
واشنطن في تقرير أنجزه، حول الوضع السوري والاقتتال الجاري هناك، أن
نظام الأسد يواجه وضعا صعبا للغاية بعد انهزامه وخروجه من محافظات كان يسيطر عليها وتابعة له منذ بداية الحرب سنة 2011، كما أن تنامي إمكانيات الثوار يضع الأسد أقرب للخروج من سوريا.
وأشار التقرير الصادر بداية الأسبوع، واطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، أن حكومة
دمشق تحتاج في الوقت الحالي إلى قوات إضافية وأكثر وثوقية، رغم أنها لا تعرف من أين تأتي بهذه القوات".
وأوضح التقرير أن حلفاء سوريا المتمثلين في
حزب الله، وحلفائهم الإيرانيين والعراقيين، مترددون في الاستمرار بدفع كلفة متزايدة مقابل استثمار مهدد بالفشل، كما أن النظام بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياته العسكرية والسياسية.
وسجل أن النظام يواجه اليوم وضعا صعبا للغاية، فحجم ونطاق الحملة التي يشنها الثوار في إدلب وحماة يشكلان تحديا حقيقيا لإستراتيجيته وإمكانياته؛ حيث لم يستطع النظام من استعادة عاصمة المحافظة التي خسرها في آذار/مارس، بينما يحدق اليوم تهديد خطير بصلب ما تبقى من موقعه العسكري في المنطقة.
ويأتي هذا التحدي حسب معهد واشنطن، الذي يسعى لتعزيز فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ودعم السياسات التي تضمن سلامتها، (يأتي) وسط انتكاسات أخرى مني بها النظام في محافظات حلب، والقنيطرة، ودرعا، حيث تباطأت هجماته أو تراجعت حتى في الأحيان التي شاركت فيها القوات الحليفة التي يعتمد عليها عادة.
ورصد التقرير أن النظام فشل في محاولاته إحكام السيطرة على المناطق المدنية، ونقاطه الحصينة المنتشرة على امتداد الخط الدفاعي، وبالرغم من بعض الهجمات المضادة التي شنت محليا وتكللت أحيانا بالنجاح".
وتابع لقد بدا أن الوحدات المتمركزة في عدة مواقع قد حاربت لوحدها إلى أن تمت هزيمتها، وفي حالات معينة عمدت قوات النظام إلى ترك مواقعها عوضا عن مواجهة الدمار والهزيمة.
ورجح التقرير فشل النظام في مساعيه باستخدام قوته الجوية مجددا لعرقلة عمليات الثوار بسبب الطقس السيئ الذي واجهه في البداية، إلا أن ذلك لم يمنعه من الالتجاء مرة أخرى لهذه القوة لاستهداف المناطق العسكرية والمدنية التي استولى عليها الثوار عن طريق القصف المكثف.
وأرجع الفضل الأكبر في نجاحات الثوار، إلى الفصائل الإسلامية، ومن بينها تلك المرتبطة بـ تنظيم "القاعدة"، الأمر الذي سيقوي مركزهم العسكري والسياسي في الشمال، ومن المرجح أن يعززه أيضا في مناطق أخرى من سوريا.
ولم يغفل التقرير تضمين منجزات الثوار أثناء الهجوم الأخير على مدينة جسر الشغور ومعسكر "معمل القرميد" شرقي أريحا، إذ فقدت قوات النظام بشكل كبير جنوده ومقاتليه، في مقابل ذلك نجح الثوار في الاستيلاء على الدبابات ومركبات المشاة القتالية، والرشاشات الثقيلة المضادة للطائرات والمدفعيات وقاذفات الصواريخ وقذائف الهاون والذخائر.
وخلص إلى أن الوضع العام ينذر باحتمال تدهور القدرات العسكرية بعد أربع سنوات من
حرب الاستنزاف، وحتى تجنب الخسارة الفادحة في إدلب قد لا يبدد بالضرورة الشعور المتجدد بخسارة النظام الوشيكة
حيث أن قوات النظام تتعرض للضغط على جبهات أخرى أيضاً، حتى على مقربة من دمشق، كما أنها لا تملك مجالا للمناورة يخولها الانتشار في النقاط الجوهرية في الحرب.
ونبه التقرير في نهايته أولئك الذين يسعون إلى تحقيق حصيلة إيجابية في سوريا، بأن هذا الوقت هو المناسب لفرض أقصى قدر من الضغط على النظام، وإرغامه على التفاوض بصراحة على عملية انتقالية أو التسبب بخسارته العسكرية.