كانت المفاوضات لا تزال جارية في العاصمة الروسية
موسكو، الخميس، بين المعارضة السورية ومبعوثي
دمشق بعد ثلاثة أيام من محادثات تنذر بعدم التوصل إلى نتائج ملموسة.
وقالت ميس كريدي أمين سر هيئة العمل الوطني الديموقراطي السوري المعارضة المشاركة بشكل شخصي إن الجانبين قد يوقعان في المساء وثيقة تتضمن عدة نقاط، لكن أهميتها ستكون رمزية.
وأضافت أن ممثلي المعارضة والنظام يناقشون خطة من ثماني أو تسع نقاط، "لا زلنا نعمل على المسودة، ولكن من المؤكد تقريبا أن يتم توقيعها".
وأوضحت أن المسودة تنص على عملية خروج من الأزمة على أساس "مؤتمر جنيف 1" أو "مساندة الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب".
وهذه مبادئ عامة تمت مناقشتها خلال اجتماع موسكو الأول في كانون الثاني/ يناير، حيث تم الاتفاق على احترام وحدة وسيادة
سوريا"، وعلى "مكافحة الإرهاب الدولي"، و"حل الأزمة السورية بالطرق السياسية والسلمية، وفقا لبيان مؤتمر جنيف في 30 حزيران/يونيو 2013"، ورفض أي تدخل خارجي، ورفع العقوبات عن سوريا.
وبعد الإخفاق في اجتماع موسكو 1 في كانون الثاني/ يناير، بدت آمال التوصل إلى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي تضم ثلاثين معارضا بتمثيل محدود جدا، والذين اختارت دمشق العديد منهم.
وأفشل النظام السوري جهودا بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة أبرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، من أمثال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين.
وبرغم الدعوة الروسية، أعلن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، الذي يعتبره المجتمع الدولي المعارضة الرئيسية للنظام في دمشق، مقاطعة الاجتماع.
وقال رئيس جمعية الديموقراطية والتعاون في سوريا سمير العيطة، المشارك في الاجتماع، "يجب ألا ننسى أن لا أحد في هذه الجلسة يمثل الشعب السوري".
وبعد يومين من المحادثات الاثنين والثلاثاء بين المعارضين أنفسهم، وأول اجتماع مع مبعوثين من دمشق الأربعاء، أشار العيطة إلى أن اجتماع موسكو 2 "قد لا يحقق الكثير".
وبالنسبة لرندا قسيس، مؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي، فإن تركيبة المعارضة المدعوة هي أحد أسباب المشكلة.
وأضافت قسيس: "طالما تركيبة المعارضة بهذا الشكل فلن نحقق شيئا. لا يوجد فريق عمل، هناك فقط قبائل تحاول فرض أفكارها على الآخرين".
واعتبرت أن "النظام يستفيد من ضعفنا وانقسامنا. ممثل الحكومة ليس لديه إمكانية المناورة، لكنه يحاول اللعب على خلافاتنا".
من جانبه، تبنى النظام السوري لهجة متفائلة؛ إذ وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد اللقاء بأنه "مثمر ومليء بالآفاق"، بحسب ما أوردت وكالة انترفاكس الروسية.
وبحسب التلفزيون السوري، فإن المشاركين في المفاوضات يتبعون جدول أعمال أعده الوسيط الروسي فيتالي ناومكين. ومن المسائل المدرجة فيه إرساء مناخ ثقة بين النظام والمعارضين.
ميدانيا، يستعد الجيش السوري لشن عملية عسكرية على مخيم اليرموك الفلسطيني في جنوب دمشق، بالتعاون مع فصائل فلسطينية، لطرد مقاتلي تنظيم الدولة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس إلى العمل على تفادي "مجزرة" في مخيم اليرموك، قائلا في تصريحات صحافية: "حان الوقت للقيام بعمل ملموس لإنقاذ الأرواح (..)، لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي والسماح بحدوث مجزرة، يجب عدم التخلي عن سكان اليرموك".
وشدد بأن "ما يجري في اليرموك غير مقبول" مشيرا إلى أن "سكان اليرموك، وبينهم 3500 طفل، أضحوا دروعا بشرية".
وعلاوة على ذلك، يستمر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بضرباته على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت كندا الأربعاء أنها نفذت أولى ضرباتها الجوية بالقرب من مدينة الرقة.
وموسكو، الحليف القوي لدمشق، تسعى عن طريق فرض نفسها مضيفا للمفاوضات السورية، إلى إحياء عملية السلام المحتضرة لصراع أودى بحياة أكثر من 215 ألف شخص.