نشرت الصحيفة الإلكترونية ليبراسيون تقريرا حول المقابلة الصحفية التي قام بها دافيد بوغاداس مع الرئيس السوري بشار الأسد على قناة فرانس 24.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي اطلعت عليه "عربي 21"، إن هذه المقابلة التي جرت في دمشق تلت مقابلات أخرى قامت بها قنوات أمريكية وبريطانية وبرتغالية إضافة إلى قناة "باريس ماتش" ولم تتوصل إلى أي جديد يذكر حيث لا يزال الدكتاتور السوري مصرا على إنكار ما ثبت من اتهامات ضد نظامه الذي وظف إرهاب المتطرفين لصالحه عبر تقديم بشار الأسد في صورة المنقذ الأوحد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من سعي الصحفي إلى إثراء المقابلة، فإن الحوار سرعان ما صار عقيما مقابل إصرار بشار الأسد على إنكار كل الوقائع ونفي لجوء جيشه لاستعمال البراميل المتفجرة رغم إظهار دافيد بوغاداس صورا تثبت إلقاء طيارات الهليكوبتر الخاصة بالجيش السوري لها، الأمر الذي دفع بشار لاعتبارها مفبركة، مؤكدا على دعم الشعب السوري له، ومتهما فرنسا بدعم الارهابيين مرارا وتكرارا.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس السوري لم يفد بأي معلومة جديدة، وبقي مصرا على نفي أي اتفاق له مع تنظيم الدولة الذي اعتبره صناعة أمريكية عراقية، وقد صرح بمبادرته بالاتصال بالاستخبارات الفرنسية قصد التعاون من أجل حل هذه الأزمة دون أن ينال أي تجاوب، ما دفعه إلى الجزم بأن فرنسا تمتلك كل المعلومات اللازمة حول المتطرفين بسوريا إلا أنها تأبى التعاون ما لم يتم اقحامها في اللعبة الدبلوماسية.
وأضافت الصحيفة أن بشار سعى في حديثه إلى التقليص من حجم الوجود الإيراني في سوريا مركزا على دور القوات الموالية له وملمحا بأنه الوحيد القادر على استرجاع الأراضي المسلوبة، في حين كان جيشه قد خسر سيطرته على إدلب شمال شرقي البلد.
وفي هذا السياق يرى الأستاذ المحاضر بجامعة إدنبرة والمختص في السنة وسوريا توماس بيارا، أنه لا طائل من تقديم كل أشكال الإثباتات للأسد، إذ إن الحوار سيكون حتما عقيما أمام بروده إزاء كل أنواع الأسئلة من ناحية، واستحالة تغيير المعارضين له على آرائهم حوله من ناحية أخرى.
وواصلت الصحيفة مع تقييم توماس بيارا للمقابلة التي جمعت دافيد بوغاداس ببشار الأسد، حيث أكد على فشل محاولات الصحفي في إرباك الرئيس السوري وتحويل مسار الحوار معللا ذلك باكتسابه لمهارة التهرب من كل أنواع الأسئلة وبروده أمام شتى أشكال الاستفزاز.
ويعتبر بيارا أن أيا من المقابلات التي أجريت معه لم تنجح في تحقيق السبق الصحفي نظرا للفراغ الذي خلفه فشلها في الانفراد بمعطيات جديدة.
وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة المحتوى المدروس للمقابلة الصحفية من ذكر للقمع الرهيب الذي عاشه السوريون سنة 2011 ثم استعمال الأسلحة الكيميائية سنة 2013 إضافة إلى القصف العشوائي باستعمال متفجرات من نوع TNT، مع استشهاد الصحفي الفرنسي بصور صرح من خلالها بشار الأسد بتعرفه على طائرات الهليكوبتر الخاصة بجيشه، منكرا معرفته بالبراميل المتفجرة، حيث أكد اقتصار جيشه على الأسلحة المتوافق عليها دوليا.
وأضاف الأستاذ المحاضر ـ بحسب الصحيفة ـ أن بشار قد بدى متوازنا متحكما في مسار الحوار وأسلوبه الذي سعت من خلاله قناة "فرانس 24" وما سبقها إلى إظهاره في صورة الخطر الذي يتهدد المنطقة بقدر ما يفعله تنظيم الدولة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه منذ سنتين برز بشار الأسد في صورة الدكتاتور المحاصر في حين نجح الآن بفضل مثل هذه الحوارات في كسب اعتراف نسبي بـ"شرعيته".