ما زال الموالون للنظام من أبناء الساحل السوري يحصدون نتائج تسليح نظام بشار الأسد للميليشيات المسلحة التي شكلها من أبناء جلدتهم، فلم يعد حماة الوطن بمنظورهم إلا مجموعات من السارقين والمختلسين، وتجار أزمات وحروب، وإن كان هؤلاء الموالون لم يتخلوا بعد عن نظام الأسد.
ويبدو أن الموالين للنظام السوري في الساحل على علم يقين بأن من يسرقهم جهارا نهارا هم من أبناء قراهم، الذين استغلوا ما قدمه لهم النظام السوري من سلاح وذخائر، حيث أصبح السواد الأعظم من عناصر ميليشيات
الشبيحة المعروفة باسم "الدفاع الوطني" وأخواتها، يقودون أفخم
السيارات والدراجات النارية التي تتم سرقتها من داخل المناطق الموالية في مدينة جبلة في محافظة
اللاذقية.
ليس هذا فحسب، بل انتقل عناصر ميليشيات الدفاع الوطني من حالات السرقة الفردية، إلى دخول مرحلة جديدة في تجارة السرقة، ويكمن الأسلوب الجديد في التعاقد التجاري مع عدد من كبار المافيات في القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، حيث أقامت تلك المافيات ما يشبه بـ"سوق الحرامية" في شوارع القرداحة، تقصده كل الأطراف من سارق ومسروق والتاجر بينهما.
فالسارق يأتي القرداحة ليبيع ما نجح بسرقته من مركبات أو دراجات نارية من مدينة جبلة، والتاجر بدوره يقوم بعرض بضاعته أمام مكتبه، بينما يأتي الموالي المسروق إلى المنطقة ذاتها بحثا عما سرق منه، ليقوم بدفع ثمن سيارته كأتاوة أو فدية لمكتب السرقة لاستعادتها، وفي أحسن الأحوال يتم إعادتها له بنصف قيمتها.
ويعقب "ذو الفقار إبراهيم"، أحد أبناء العمارة في جبلة، على عمليات السرقة التي تشهدها منطقته قائلا: "لقد سرقت سيارة والدي من داخل أحد المساكن العسكرية. إن لم أقف عند اختفائها، يجب أن أقف عند الطريقة التي غادرت بها السيارة المساكن العسكرية، رغم وجود أربعة حواجز عسكرية على مداخلها وأطرافها، ولماذا لم يدقق عناصر الدفاع الوطني بهوية سائق المركبة في حال لم يكونوا أحد شركائه؟"
لقد أصبحت سرقة سيارات الموالين لنظام بشار الأسد في جبلة حدثا يوميا، وخاصة في مناطق العمارة، والجبيبات الواقعة بريف جبلة. ورغم اعتراف وسائل الإعلام الموالية للنظام بكثرة حالات سرقة السيارات في مدينة جبلة، إلا أن أجهزة النظام لم تقم بمنع هذه الظاهرة، رغم إعلانها مرارا وتكرارا تكثيف دورياتها الليلية في المنطقة للحد من هذه الأفعال.