اضطر 800 ألف طفل إلى الفرار من منازلهم نتيجة الصراع الدائر في شمال نيجيريا بعد تزايد الهجمات التي تشنها جماعة "
بوكو حرام"، حسب ما جاء في تقرير لمنظمة "يونيسيف" (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في تقرير لها بعنوان "الطفولة الضائعة" وذلك عشية الذكرى السنوية لاختطاف 276 فتاة من مدرسة في مدينة شيبوك النيجيرية (14 نيسان/ أبريل 2014).
تقرير "يونيسيف" الذي نشرته صحيفة "إلموندو" الإسبانية اليوم الثلاثاء في مراسلة خاصة، كشف أن تصرفات جماعة "بوكو حرام" ضاعفت عدد الأطفال المشردين في أقل من عام، فالآلاف منهم فروا باتجاه مناطق مختلفة من نيجيريا أو نحو دول مجاورة مثل تشاد والنيجر والكاميرون.
وحذر مدير "يونيسيف" لغرب ووسط أفريقيا "مانويل فونتين"، من تفاقم الوضع قائلا: "اختطاف أكثر من 200 فتاة هو مجرد واحدة من المآسي التي لا تعد ولا تحصى، التي تحدث بطريقة ملحمية في نيجيريا والمنطقة"، وأضاف: "لقد اختفى عدد كبير من الأطفال في نيجيريا، لأنهم اختطفوا، أو تعرضوا للاعتداء أو استعملوا كأسلحة من قبل الجماعات المسلحة أو لأنهم هربوا"، وأكد مسؤول المنظمة أن "هؤلاء الأطفال لهم الحق في استعادة طفولتهم".
ووفقا للتقرير، الذي يتزامن مع إطلاق حملة "أعيدوا لنا طفولتنا"، فقد تم اختطاف أطفال تصل أعمارهم إلى أربع سنوات من العمر وتستخدمهم الجماعات المسلحة في أعمال الطبخ بينما يتم إجبار النساء والفتيات على العمل أو الزواج أو استخدامهم كعبيد جنس.
التقرير يرصد حالة امرأة اضطرت إلى الفرار من بيتها مع أطفالهما التسعة بعد هجوم جماعة "بوكو حرام" على بلدتها، وحسب شهادة هذه المرأة، فإن هذه المجموعة المسلحة قتلت رجال القرية ومن بينهم زوجها، وتقول إن ابنها البالغ من العمر سنتين توفي بسبب الإجهاد بينما كانوا يختبئون وسط الأحراش والغابات. وفي حالة أخرى، تم استخدام طفلة سلاحا بعدما تم وضع متفجرات حول صدرها.
وبالنظر للأزمة الإنسانية التي تشهدها المنطقة، دعت "يونيسف" إلى تمويل عاجل لتقديم المساعدة الإنسانية للأطفال ضحايا الصراع. ووفقا للوكالة، فإنه من مجموع 26.5 مليون دولار التي طلبتها من المجتمع الدولي لتغطية المساعدات الإنسانية في نيجيريا هذا العام، تلقت 15 بالمائة فقط.
من جهة أخرى، أشارت "إلموندو" إلى تقرير منظمة العفو الدولية الذي نشرته اليوم الثلاثاء، والذي كشف أن جماعة "بوكو حرام" قد اختطفت على الأقل ألفي امرأة وفتاة في نيجيريا منذ أوائل عام 2014. تقرير المنظمة يحذر مما أسمته "عهد الإرهاب" المفروض من قبل الإرهابيين الذين قتلوا أكثر من 5500 مدني.
واستنادا إلى تجربة مئات الشهود، بينهم 28 امرأة وفتاة تمكن من الفرار من الاحتجاز، تصف المنظمة الأساليب الوحشية المستخدمة من قبل هذه المجموعة المسلحة في شمال شرق نيجيريا. فهؤلاء يقومون بشكل منهجي بتجنيد الشباب للقتال أو تشغيلهم، بينما يعمدون إلى اختطاف النساء والطفلات وفي أحيان أخرى اغتصابهن، وفقا لتقرير المنظمة الدولية. بالمقابل تضطر بعض الفتيات إلى الزواج من أعضاء "بوكو حرام" والمشاركة في هجمات ضد السكان، وفي بعض الأحيان ضد بلداتهن الأصلية.
وفي بيان للأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي، صدر من مقر المنظمة في لندن، قال: "الرجال والنساء، الفتيان والفتيات، المسيحيون والمسلمون، تعرضوا للقتل والاختطاف والاستغلال خلال عهد الإرهاب الذي أثر على الملايين من الناس". وحذر شيتي من أن فتيات مدارس شيبوك لسن سوى جزء صغير من النساء والطفلات اللواتي عانين من وحشية "بوكو حرام".