لا تميز براميل النظام السوري بين المدنيين والمقاتلين، كما لا تميز بين سكان المناطق التي تستهدفها، فكل من تمسك بالبقاء في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام هم هدف مشروع لهذه البراميل، بمن فيهم "الأقليات" التي يرفع النظام السوري شعار حمايتها.
والسبت، ألقت طائرات النظام السوري براميل متفجرة على سوق مزدحم في حي المعادي الذي يسيطر عليه الثوار في
حلب، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وكان بين القتلى "ميشيل عبه جي"، مدير دار "مار إلياس" لرعاية المسنين
المسيحيين في شرق حلب، حيث كان يقوم بشراء احتياجات الدار.
وجاء القصف المكثف على حلب، الذي طال الأحد مدرسة ابتدائية أيضا، بعد وقت قصير من دعوة مفتي النظام أحمد حسون لـ"إبادة" مناطق حلب بـ"أكملها".
وكان "عبه جي" قد رفض أوقات سابقة الخروج من مدينة حلب، واستمر في استقبال العائلات في الدار، بحيث أصبحت ملاذا لمن لا ملاذ له في المنطقة، فيما دأبت فصائل الثوار على تزويد الدار ببعض الاحتياجات كلما سنحت لها الفرصة.
كما كان "عبه جي" (58 عاما) يرتبط بعلاقات طيبة مع "الجبهة الشامية، إحدى كبرى المجموعات المقاتلة في حلب. وزاره في الدار وفد من الجبهة بمناسبة عيد الفصح الأسبوع الماضي، للمباركة بالعيد.
وتعتبر دار "مار الياس" في مدينة حلب، هي آخر فعالية للطائفة المسيحية في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار في حلب، وكانت قد ظهرت في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته "قناة الجزيرة" عن مدينة حلب، وحمل عنوان "اغتيال حلب"، وأظهر الفيلم مدى حسن العلاقة بين الثوار والدار المسيحية.
ويتألف
دار مار الياس، الذي تأسس في مدينة حلب عام 1963، من 20 غرفة، تحيط برواق خلف باب من الحديد الأسود.