دق
الاتفاق النووي المرتقب توقيعه بين
إيران والدول الكبرى، ناقوس الخطر لدى
الإسرائيليين، وضجت وسائل الإعلام العبرية بالعديد من المقالات من كبار الكتاب، حول "الخطر" الذي يشكله هذا الاتفاق على المنطقة برمتها.
واجتمع وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأحد، لمناقشة تفاصيل اتفاق نووي محتمل بين إيران والقوى الكبرى الست، كما أنه اجتمع مبعوثون أمريكيون وإيرانيون على نحو منفصل في وقت مبكر من صباح اليوم.
وقال مسؤولون إن من المحتمل أن تستمر المحادثات حتى يوم الثلاثاء 31 آذار/ مارس، وهو نهاية مهلة للتوصل إلى اتفاق إطار من شأنه أن يحدد نطاق اتفاق شامل في المستقبل.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت" أليكس فيشمان إن "الأمريكيين في يدهم اتفاق سياسي سيئ، ربما يمنح هدوءا داخليا لإدارة
أوباما حتى انتهاء ولايته – ولكنه يبقي سحابة النووي في سماء الشرق الأوسط لسنوات طويلة أخرى.
وحول تأثير ذلك على إسرائيل، قال فيشمان في مقاله الأحد، إن "لتوقيع الاتفاق بين إيران والقوى العظمى آثارا مالية وعملية هامة على خطة العمل متعددة السنين التي يفترض بالجيش الإسرائيلي أن ينهيها حتى حزيران. وبتعبير آخر فإن الجيش ومحافل الاستخبارات تؤكد القدرات الاستخبارية والعملية تمهيدا لإمكانية أن يتخذ قرار بوقف هذا التهديد في كل نقطة زمنية".
وبين أن الإنجاز البارز من ناحية الإيرانيين هو "إزالة العقوبات التي فرضت عليهم في مجلس الأمن. ومع أن بعضا من العقوبات الاقتصادية التي فرضها الكونغرس ستبقى على حالها، فإن إلغاء قرارات مجلس الأمن في غاية الأهمية: فهو يعيد إيران عمليا إلى أسرة الشعوب. وبتعبير آخر، فإن كل تلك الشركات الدولية التي تبحث في إيران عن الثغرات كي تعود لعقد الصفقات ستحصل الآن على ضوء أخضر للعمل".
وهاجم المحلل العسكري سياسة أوباما، وقال: "حتى لو أبقى الاتفاق المتبلور على حالة الحظر المتعلقة بعناصر يمكن أن تستخدم في البرنامج النووي الإيراني، فإن الحديث لا يدور عن أكثر من نكتة حزينة على حسابنا. وبهذا الأمر يتحقق التعبير عن فشل استراتيجي في إدارة أوباما. فالآن حقا تقاتل في اليمن قوات مؤيدة لأمريكا من جانب السعودية ومصر والأردن ودول الخليج – بمساعدة أمريكية – ضد قوات شيعية تعمل برعاية السلاح الإيراني ذاته وبالتنسيق مع طهران".
فشل نتنياهو
من جهته اعتبر المحلل الإسرائيلي المختص في الشؤون الاستراتيجيّة والمخابراتيّة، يوسي ميلمان، أن الجهد الذي قام به نتنياهو لمنع توقيع اتفاق مع إيران حتى بثمن المواجهة مع أوباما، قد فشل.
وأضاف في "معاريف" أنه "من الواضح أيضا أن الدول العربية المعارضة للاتفاق ستبدأ بفحص إمكانية إنتاج السلاح النووي الذي من شأنه أن يقود إلى سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط غير المستقر".
وتساءل ميلمان: "هل سيمنع الاتفاق إيران من مواصلة البحث والتطوير وتجارب نماذج جديدة من أجهزة الطرد المركزي؟".
وقال إن "الحديث يدور حول نماذج متقدمة تستطيع أن تدور بشكل أسرع وأن تنتج بصورة أنجع اليورانيوم أكثر من تلك الموجودة اليوم في الموقع المركزي لتخصيب اليورانيوم في نتناز".
وأضاف: "سؤال ليس أقل أهمية هو: هل سيجبر الاتفاق إيران على الاجابة عن كل الأسئلة التي طرحت عليها بشأن النشاطات في الماضي التي نفذتها في كل ما يتعلق بـ"مجموعة السلاح" (محاولات لصنع القنبلة، وتحضير رأس سهم على صاروخ، وفحص الردود المتسلسلة للانفجار)؟ في الغرب يسألون ايضا عما إذا كانت طهران ستمكّن المراقبين الدوليين من زيارة المواقع المشتغل بها والتي منعت حتى الآن الرقابة عليها. في غياب الإجابة عن هذه الأسئلة، يمكن بالتأكيد القول إن الحديث يدور عن اتفاق سيئ".
التقرب من العرب
من جهته تطرق المحلل العسكري في القناة العاشرة ألون بن دافيد، إلى الموقف العربي من إيران، وقال إن "المجتمعين في شرم الشيخ أدركوا التهديد الإيراني أكثر من أوباما ومصالحهم مشابهة جدا لمصالح اسرائيل".
ودعا بن دافيد قيادة بلاده إلى الانضمام إلى التحالف العربي الذي يقصف المسلحين الحوثيين في اليمن. "وما هو مطلوب منها لذلك هو فقط زيارة رام الله"، في إشارة إلى ضرورة إعادة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وقال: "في شرم الشيخ حاول المصريون والسعوديون التفكير بكيفية التصدي لنتائج هذا الاتفاق. إن وجود المفاوضات بذاتها والضعف الذي أظهره الأمريكيون رفع من مكانة إيران في المنطقة".
وأشار إلى أن الأمريكيين يتأثرون جدا من كل فيديو لتنظيم الدولة، "لكنهم يستصعبون فهم أن التهديد الشيعي لا يقل خطرا، بل إنه يزيد عن التهديد السني المتطرف".
وأكد في ختام مقاله في صحيفة "معاريف"، أن "إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في أن تراقب من الجانب ذلك الصراع الذي يقسم الشرق الأوسط، وأن ترسل التهاني التقليدية لكلا الطرفين".
وقال إن "هذه أيام ستشكل وجه الشرق الأوسط لعشرات السنين القادمة، وصحيح أن إسرائيل، حتى الآن، تحول نفسها إلى جهة ليست ذات علاقة، لكن هناك فرصة تحدث مرة كل 100 سنة: فإن حدود الشرق الأوسط للقرن العشرين محيت، والآن يمكن رسم الحدود من جديد للقرن الحادي والعشرين، لتعزيز علاقات قائمة وإنتاج أحلاف جديدة".