بقي نحو أسبوع على الانتخابات الـ20 للكنيست
الإسرائيلي، في ظل حملات إعلانية وصفها مراقبون بـ"الشرسة"، بين أبرز الأحزاب الإسرائيلية: "المعسكر الصهيوني" الذي يسعى للإطاحة برئيس الوزراء الحالي بينيامين نتنياهو، وحزب "الليكود" الذي يتقرب في دعايته للمستوطنين في محاولة لتجديد ولاية رابعة لنتنياهو.
عدم مبالاة في الشارع الفلسطيني
فلسطينيا، لم يظهر اهتمام كبير بالانتخابات الإسرائيلية، وأظهرت مقابلات أجراها مراسل "
عربي21"، عدم مبالاة بمن سيفوز فيها. فبنظرهم"النتيجة واحدة".
وقالت الطالبة الجامعية رنين أسعد: "السياسة الإسرائيلية تجاهنا واحدة، ولن تتغير بتغير القيادة أو الحكومة، وهم يتنافسون في برامجهم الانتخابية حول أيهم أكثر تطرفا تجاه الفلسطينيين".
وقال المواطن وائل شرف، إن اهتمام الفلسطينيين حاليا منصب على انتهاء أزمة الرواتب ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي؛ وأضاف: "لا أظن أن أي حكومة إسرائيلية ستضع نفسها بمواجهة المستوطنين، أو تقبل بذهاب قادة
الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية".
بدوره، قال المختص بالشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان، إن الاهتمام الفلسطيني بهذه الانتخابات هو اهتمام رسمي أكثر منه اهتماما شعبيا. والسبب يعود برأيه لـ"اعتقاد جزء من القيادة الفلسطينية بأن حزب العمل أو ما يسمى باليسار الإسرائيلي، قد يكون مختلفا عن نتنياهو واليمين الإسرائيلي تجاه المفاوضات وعملية السلام بشكل عام".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن ما يميز هذه الانتخابات عن سابقتها، هو الزيادة في تشتت توزيع المقاعد على الأحزاب الإسرائيلية، خاصة بعد دخول حزبين جديدين على الخارطة الحزبية الإسرائيلية، وهما: حزب "موشيه كحلون" (كلنا)، وحزب "إيلي يشاي" (معًا) المنشق عن حركة "شاس" الدينية.
والمميز الأهم للانتخابات الإسرائيلية القادمة هو دخول الفلسطينيين في فلسطين المحتلة 1948 كلاعب أقوى، بعد تشكيل القائمة العربية المشتركة والمتوقع حصولها على عدد مقاعد يتراوح ما بين 13 و15 مقعدًا.
تخفيف العقوبات
ولا يتوقع أبو علان أن يكون هناك انعكاسات جوهرية على القضية الفلسطينية بعد هذه الانتخابات، لسبب رئيس واحد، هو "عدم وجود أي حزب سياسي إسرائيلي يقبل بحل سياسي وفق الحد الأدنى المقبول فلسطينيًا، وهو دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مع حق العودة للفلسطينيين".
وقال: "حتى حزب العمل الإسرائيلي المتوقع تشكيلة للحكومة الإسرائيلية القادمة بحسب استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، والذي يصنف نفسه بما يسمى يسار الوسط الإسرائيلي، فإن مواقفه من الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا تبتعد كثيرًا عن مواقف اليمين الإسرائيلي، وبالتحديد الليكود كونه أكبر أحزاب اليمين الإسرائيلي".
"وأشار أبو علان إلى موقف "يتسحاق هيرتزوغ" رئيس حزب العمل الإسرائيلي، كمثال على ذلك، حين أعلن خلال حملته الانتخابية أن أهم أسس الحل السياسي للقضية الفلسطينية، هي دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وبقاء الكتل الاستيطانية، كونها حيوية لأمن دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وعند سؤاله عن القدس المحتلة، قال هيرتزوغ: "مناقشة موضوع القدس الآن أمر مستهجن، فلا يوجد من نجلس معه للتفاوض الآن في الجانب الآخر"، ناهيك عن رفضه لخطوات السلطة الوطنية الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة؛ معتبرًا إياها خطوات أحادية الجانب، وبالتالي فإنه لا فوارق جوهرية بين الأحزاب الصهيونية من شأنها أن تترك انعكاسات سياسية بعد الانتخابات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية.
ونوه أبو علان إلى أن "الانعكاسات التي ستكون حال استلم حزب العمل السلطة في دولة الاحتلال لن تتجاوز أمورا تتعلق بالأمور الحياتية، مثل تسهيل الحركة، وزيادة عدد العمال داخل فلسطين المحتلة، بمعنى محاولة تسهيل عيش الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي دون حل سياسي جوهري".
الأحزاب متمسكة بثوابت مشتركة
بدوره، قال الصحفي عاطف أبو الرب، إن المعادلة الحزبية في دولة الاحتلال متجانسة، والخلاف بينها غير جوهري تجاه القضية الفلسطينية، فمواقف غالبية الأحزاب السياسية تتفق على ثوابت، أهمها: التمسك بالمستوطنات، والقدس عاصمة دولة الاحتلال، ورفض عودة اللاجئين، وغيرها من المواقف المبدئية تجاه الصراع مع الاحتلال.
ويرى في حديثه لـ"
عربي21"، أن "الاهتمام بمن يفوز بالانتخابات مجرد من أي قيمة تتعلق بالصراع وآفاق الحل؛ والمتغير الوحيد الذي يمكن التعويل عليه هو القائمة العربية الموحدة، ليس لأغراض إيجاد حل سياسي للصراع، بل من باب توحيد الجماهير العربية باعتبارها كتلة قومية في مواجهة التطرف الصهيوني، خاصة في هذه المرحلة التي تسعى فيها دولة الاحتلال لدولة دينية قوامها اليهودية، وتوحيد القوة العربية في قائمة واحدة له قيمة اعتبارية في مواجهة التطرف الصهيوني".
إعلام فلسطيني ناقل
أما الصحفي الدكتور أمين أبو وردة، فقد اعتبر أن لنتائج الانتخابات الإسرائيلية تأثيرًا مباشرًا وغير مباشر على الفلسطينيين، خاصة أن الظروف مواتية لنجاح اليمين المتطرف، وهذا يعني مزيدا من التعنت.
وحول متابعة الإعلام الفلسطيني لهذه الانتخابات قال لـ"
عربي21": "إن الإعلام الفلسطيني في قضايا كثيرة متعلقة بالشأن الإسرائيلي يقوم بدور الناقل عن الصحف والمواقع الإسرائيلية بدون تصرف، وبالتالي فإنه يكون وسيطا لاختراق النظرة الإسرائيلية للمجتمع الفلسطيني، سواء كان يدري أم لا.. فلا توجد متابعة مستقلة للانتخابات الإسرائيلية، بل ترجمة ونقل عن الصحف الإسرائيلية والتحليلات التي تبثها القنوات الإسرائيلية الموجهة".
وأشار إلى "تبني بعض وسائل الإعلام الفلسطينية للقائمة العربية المشتركة ونشر تصريحاتها بشكل لافت التزاما بتوجهات رسمية فلسطينية بدعمها، تشمل إجراء مقابلات مع مرشحيها عبر الفضائية الفلسطينية الرسمية".