كتب المعلق في صحيفة "الغارديان" سايمون تيسدال، عن قسم
البيعة الذي قدمه زعيم جماعة
بوكو حرام النيجيرية أبو بكر
الشكوي إلى "الخليفة" أبي بكر
البغدادي. ويعلق الكاتب على دلالات البيعة الجديدة التي تعطي
تنظيم الدولة مساحة جديدة لزيادة الأتباع، لكنه يرى أنها خطوة تنم عن أزمة يعيشها التنظيم الأفريقي.
ويقول تيسدال إن إعلان البيعة يعد دعاية إعلامية سطحية، ولكنها مثيرة للإعجاب، ويعد انقلابا لتنظيم الدولة الذي جمع إلى جانبه عددا من الأتباع حول العالم الإسلامي على شكل تنظيمات وحركات مسلحة، من أفغانستان إلى مصر وليبيا والجزائر ونيجيريا الآن.
ويستدرك التقرير بأن إعلان البيعة، الذي جاء من طرف واحد في نهاية الأسبوع الماضي، لن يؤدي إلى تعاون مباشر وعمليات مشتركة، وقد يكون "صرخة" تطلب الدعم في ظل سلسلة الهزائم التي تعرضت لها جماعة بوكو حرام في الآونة الأخيرة. فمنذ كانون الثاني/ يناير، عندما قامت الحركة بعملية اختطاف مروعة للمدنيين في باغا على الحدود مع تشاد، وهي تواجه عمليات عسكرية يقوم بها الجيش النيجيري، والتحالف الإقليمي المكون من تشاد والكاميرون والنيجر وبينين، بالإضافة إلى نيجيريا.
ويبين الكاتب أنه في آخر تطورات الحرب قالت قوات النيجر وتشاد، إنها شنت هجوما بريا وجويا على مواقع بوكو حرام في المناطق الشمالية الغربية في نيجيريا. وجاء هذا الهجوم بعد قرار الاتحاد الأفريقي يوم الجمعة إرسال 10 آلاف جندي إلى العاصمة التشادية نجامينا، وقد كلفت بمهمة "سحق وجود بوكو حرام".
ويشير التقرير إلى أن النيجر وتشاد تقولان إن التحالف الأمني الإقليمي يتطور الآن، ويجد التحالف الأفريقي دعما سياسيا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، لكن القوى الغربية تحاول تجنب الانخراط في الحرب مباشرة. وتجد الولايات المتحدة نفسها أمام وضع صعب في علاقاتها الثنائية مع نيجيريا، خاصة أن الجيش النيجيري متهم بانتهاكات في حقوق الإنسان.
ويجد تيسدال أن جماعة بوكو حرام الآن في وضع الدفاع عن النفس، حيث خسرت سلسلة من القرى والبلدات، وبينها بلدة باغا، التي كانت واقعة ضمن "الخلافة" التي أعلن عنها الشكوي، بالإضافة إلى خسارته بلدتي غامبارو ومنغونو. وزعم الرئيس التشادي إدريس دبي الأسبوع الماضي أنه يعرف مكان اختباء زعيم بوكو حرام، وطلب منه تسليم نفسه.
وتشير التقارير الأخيرة الواردة من المنطقة إلى أن الجماعة الإرهابية تخطط لعملية كبيرة ضد القوات الأفريقية، وتركز قواتها كلها في بلدة غوا. لكن الحركة واصلت هجماتها العشوائية ضد المدنيين نهاية الأسبوع الماضي، وقتلت 54 شخصا، وجرحت أكثر من 140 في تفجير في مدينة ميدغوري في ولاية بورنو.
ويوضح الكاتب أن الضغط على بوكو حرام قد ازداد بسبب قرار الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان تأجيل الانتخابات العامة إلى الـ28 من آذار/ مارس الحالي. وأصبح هذا الموعد بمثابة الموعد النهائي لهزيمة بوكو حرام. فمصداقية جوناثان وفرصه الانتخابية بالفوز بولاية جديدة تعتمد على قدرته على التخلص من الجماعة أو إضغافها على الأقل.
ويلفت التقرير إلى أن البيعة التي أرسلها أبو بكر الشكوي إلى أبي بكر البغدادي قد سبقتها علاقات غير مباشرة بينهما، حيث إنه أرسل له العام الماضي التهاني، كما أن الشكوي تبنى أساليب تنظيم الدولة في القتل والخطف والتدمير. واعتمدت الجماعة النيجيرية على وسائل التواصل الاجتماعي في نشر بياناتها ونشاطاتها. ونظرا لتشابه الطريقة، فقد رجح مراقبون نوعا من التعاون المباشر بينهما.
ويقول تيسدال إن تنظيم الدولة، الذي يتعرض لهجمات منسقة من دول التحالف الدولي وعمليات تقودها إيران في العراق، لن يكون قادرا على تقديم الدعم المباشر لبوكو حرام. لكن هناك تعاونا غير مباشر في مجال الإعلام، وكذلك وصلت كميات من الأسلحة للتنظيم عبر أصدقاء تنظيم الدولة من الشمال، خاصة من سوق السلاح في ليبيا إلى بوكو حرام.
ويذكر التقرير أن نشاط تنظيم الدولة يتزايد في ليبيا، حيث إنه يتمركز في مدينة درنة. ويسجل تنظيم الدولة حضورا في مصر والجزائر، فيما تعد مناطق تشاد ومالي والسودان، التي تعيش حالة من عدم الاستقرار، مناطق مفتوحة للاستثمار من قبل التنظيم. ولدى التنظيم خلايا في اليمن والسعودية وأفغانستان، وفي جنوب شرق آسيا.
ويرى تيسدال أن انضمام بوكو حرام لتنظيم الدولة يعطيه دفعه دعائية، أما بوكو حرام فستجد من خلال الانضمام لتنظيم الدولة والعمل تحت مظلته حماية وعلاقات مع جماعات دول الساحل والصحراء، تستطيع من خلالها بناء علاقات جيدة مع العالم الإسلامي، أي الجماعات الجهادية، التي ستؤمن من خلالها التموين والسلاح والمال والمعلومات الأمنية. أما بالنسبة للدول الغربية، فإن هذا سيناريو مرعب ويعبر عن جهاد عالمي.