كشف مصدر يمني وثيق الاطلاع، أن "زيارة وفد جماعة أنصار الله (
الحوثيين) المقررة إلى طهران، الخميس المقبل، تأتي للتباحث حول فتح خط تجاري بين طهران وصنعاء، يتم عبره رفد السوق
اليمنية بمختلف المنتجات والسلع
الإيرانية، كخيار اقتصادي بديل للحوثيين لتخفيف عبء إيقاف الدعم الخليجي لليمن".
وقال المصدر الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه لـ"
عربي21" إن "الزيارة ستضمن فتح آفاق جديدة من التبادل التجاري بين طهران وصنعاء، التي تخضع لسيطرة مسلحي الحوثي الشيعة، يتمكن من خلاله الجانبان من مواجهة التدهور الاقتصادي الناتج عن هبوط أسعار النفط بالنسبة للحكومة الإيرانية، وفتح المجال في اليمن أمام الصادرات القادمة من طهران، لضمان موارد مالية للحوثي، خصوصاً عقب إعلان بعض المحافظات المنتجة للنفط وقف تعاملاتها المالية مع العاصمة صنعاء".
ووفقاً للمصدر اليمني وثيق الاطلاع، فإن "المباحثات بين الوفد الحوثي والجانب الإيراني، ستناقش رغبة نظام بشار الأسد برفد السوق اليمنية بسلع ومنتجات سورية يعود ريعها لنظام الأسد، في الوقت الذي ظهر فيه السفير السوري على قناة المسيرة الناطقة باسم جماعة الحوثي في وقت سابق، يتحدث عن الأمن والاستقرار في ظل سلطة الحوثيين".
وجاء هذا، بعد إعلان زعيم الحوثي أنه سيجري فتح علاقات اقتصادية بين دول أخرى، بعد المقاطعة التي فرضتها دول الخليج على اليمن، وهذا ما "يعزز فرضية الدعم الإيراني لجماعة الحوثيين بشكل علني".
دعم من الحوزات الشيعية للحوثي
وكشف المصدر ذاته، أن "اللقاء المرتقب بين الحوثيين والإيرانيين، لن يتوقف على التباحث مع الجانب الرسمي في طهران، بل سيتخلل الزيارة مباحثات بين جماعة الحوثي والحوزات الشيعية في إيران، لضمان دعمها للجماعة"، مؤكداً أن الحوزات الشيعية المنتشرة في المنطقة العربية أعربت عن استعدادها لدعم جماعة أنصار الله الحوثي، انطلاقاً من نبوءة شيعية، بأن "اليمن ستكون ركيزة جيش صاحب الزمان ويطلق على قائد هذا الجيش باليماني، الذي سيحرر مدن الجزيرة العربية بهتافات: يا علي"، وفق تعبيره.
ومن المقرر أن يتوجه إلى طهران الخميس المقبل وفد برئاسة القيادي في حركة "أنصار الله"، المعروفة بجماعة الحوثي، صالح الصماد، في زيارة وصفها بالرسمية، تستغرق عدة أيام.
وأوضح الصماد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي يسيطر عليها الحوثيون، أن "الوفد سيجري خلال الزيارة مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الإيرانية، تستهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والسياسية، وغيرها من المجالات".
يأتي ذلك في حين وصلت الأحد أول رحلة مباشرة للطيران الإيراني إلى مطار صنعاء الدولي، قادمة من طهران، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2014.
بدورها، أكدت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، شبه الرسمية، في وقت سابق، صحة ما قاله المصدر اليمني لـ"
عربي21" حيث قالت إن "الرحلات الجوية ستفتح الباب أمام الصادرات الإيرانية إلى الأسواق اليمنية".