"سيسي
اليمن" هكذا يطلق علي نجل الرئيس اليمني السابق العميد أحمد على صالح، الذي باتت فرص وصوله للحكم ضئيلة جداً، في ظل التحولات الدراماتيكية التي شهدتها اليمن خلال الخمسة الأشهر الماضية، عقب إحكام
الحوثيون سيطرتهم على العاصمة صنعاء وعدد من المدن الأخرى بما فيها من مؤسسات مدنية وعسكرية، وتحديداً المعسكرات التي كان يتكئ عليها نجل صالح في الوصول إلى حكم البلاد، وفق يمنيين.
وعُيّن نجل صالح، سفيراً لصنعاء لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، عقب الإطاحة به من قيادة قوات الحرس الجمهوري في منتصف آذار/ إبريل من عام 2013، بموجب قرار أًصدره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حينها.
فرص الوصول للحكم
ورداً على هذا السؤال، يرى المحلل السياسي اليمني عبدالباسط القاعدي أن "كل لحظة تمر تعزز فرص استيلاء واستحواذ الحوثي على السلطة، بالمقابل تتقلص فرص نجل صالح في الوصول إلى السلطة".
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21" أن "جماعة الحوثي تعمل جاهدة على التغلغل وإحكام قبضتها على مفاصل الدولة المدنية والعسكرية، لأنها تعلم أن تحالفها الهش بينها وبين الرئيس اليمني الأسبق
علي صالح؛ سينتهي بمجرد الانتهاء من تصفية خصومات الطرفين السياسية مع ثوار فبراير والقوى التي ساندتها قبلية وعسكرية، وهو ما حدث بالفعل"، على حد قوله.
وأوضح القاعدي أن "تطورات الأحداث الأخيرة في البلاد، تثبت أن الإجراءات الحوثية التي تلت إسقاط الرئاسة، إجراءات أحادية تجاهلت حتى الاتفاقات المبرمة مع حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام، مشيراً إلى أن الحوثي يتجاوز مرحلة الخطر في ابتلاعه من صالح".
وقال السياسي القاعدي: إن "ثورة فبراير هي من قضت على حلم المخلوع صالح ونجله في العودة للسلطة، أما تحالف الرئيس المخلوع مع الحوثي وتسهيل دخوله صنعاء ومساعدته في الاستيلاء على السلطة،ما هو سوى تجسيد للمثل اليمني نهاية "المحنش للحنش"، على حسب وصفه.
هل يكون نجل صالح "سيسي" اليمن؟
من ناحيته، أكد الكاتب والمحلل السياسي رشاد الشرعبي، أنه من الصعب القول بأن "الحوثيين أنهوا حلم
أحمد علي صالح بالوصول إلى حكم اليمن، بل إن ثورة فبراير التي أجبرت والده على التنحي، هي من أنهت ذلك الحلم لديه عملياً".
وقال في حديث لــ"
عربي21": ظل نجل الرئيس اليمني السابق يعمل جاهداً في تحقيق ذلك الحلم بعد عام 2011، الذي شهد ثورة ضد والده، من خلال عرقلته للعملية السياسية والمبادرة الخليجية بأساليب وأشكال عدة، أبرزها "تحالفه بدعم من والده صالح وأتباعهما مع الحوثيين لإسقاط الدولة اليمنية في أيديهم، حتى وصل الطرفان إلى مرحلة الصراع على تقاسم الغنيمة التي حققتها حروبهم المشتركة"، وفق تعبيره.
ويعتقد الشرعبي أنه "لا يمكن لأحمد علي صالح القيام بدور قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، الذي ارتكز على مؤسسة الجيش والدولة العميقة، وذلك لأن المؤسسة العسكرية ضعيفة والدولة اليمنية هشة، وجرى التحالف بين الحوثيين ونجل صالح على تدميرهما، وليس فقط السيطرة عليهما".
ونوه الكاتب اليمني إلى أنه "من حق نجل رئيس اليمن السابق أن يحلم إلى أن يشاء الله، لكنه استبعد أن" يتحقق له حكم البلاد، الأمر الذي قد يدفعه للعمل قائداً في دولة الحوثي وجماعته العنصرية"، حسب وصفه.
شخصية منعزلة
في السياق ذاته، يعتقد رئيس الدائرة الإعلامية لحزب السلم والتنمية اليمني أحمد الصباحي أن "الحديث عن وصول نجل الرئيس السابق للحكم في اليمن، بات في خبر كان، كون تطورات الأحداث، واختلاف القوى السياسية، لن تسمح له بالوصول إلى رأس هرم السلطة اليمنية".
وقال الصباحي في حديث لـ"
عربي21" إن "وصول الحوثيين إلى دار الرئاسة زاد من انهيار أحلام أنصار الرئيس السابق بوصول نجله العميد أحمد، الذي يعمل سفيراً لدى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات إلى سدة الحكم، بل من المرجح أن "الحوثيين، لن يكونوا سذجاً، بأن يسهلوا وصول نجل رئيس حاربهم أكثر من 6 سنين، إلى كرسي الحكم في البلاد".
ولفت رئيس دائرة إعلام السلم إلى أن "نجل الرئيس السابق علي صالح، شخصية منعزلة، لا تظهر عليه كاريزما القيادة، وبالتالي كل الحديث عنه، مجرد تسويق إعلامي ليس أكثر"، منوهاً بأن تحالف صالح والحوثيين؛ هدفه إسقاط قوى الثورة الشبابية في اليمن، وتحديداً حزب الإصلاح، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، لكنه توقع "انهيار هذا الحلف"، فضلاً عن كون الصراع القادم لاشك، بين حزب صالح وجماعة أنصار الله، الشهيرة بــ"جماعة الحوثي"، وفق تعبيره.