تمكنت وزارة الداخلية المغربية، الأربعاء، من إحباط عملية تهجير ثلاثة "جهاديين" مغاربة، كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم الدولة في
ليبيا.
وأكدت الوزارة في بلاغ لها، أنها أوقفت ثلاثة عناصر بكل من مدينة الدار البيضاء "العاصمة الاقتصادية للبلاد"، ومدينة وجدة "شرق البلاد"، كانوا يرتبون للهجرة والالتحاق بصفوف
تنظيم الدولة، على خلفية دعوة زعيم التنظيم،
أبو بكر البغدادي، لأنصاره في
المغرب العربي من أجل تعزيز صفوف هذا التنظيم في ليبيا.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية المغربية سبق لها أن أوقفت ثلاثة عناصر في "دجنبر"، من السنة الماضية، كانوا يحاولون الالتحاق بتنظيم الدولة بليبيا.
ويضيف البلاغ أنه اتضح، من خلال تتبع الوضع بالساحة الليبية، أنها أضحت قبلة للمقاتلين، سيما الموالين لتنظيم الدولة، الذي ما فتئ يعلن نيته التمدد في دول المغرب العربي عبر بوابة ليبيا في إطار استراتيجيته الجهادية الشمولية العابرة للحدود.
القرب الجغرافي
من جهته، الخبير في شؤون الحركات السلفية والجهادية، أكد عبد الله الرامي، أن العالم العربي اليوم، يحتوي على ثلاث بؤر مشتعلة تستقطب الجهاديين من دول مختلفة من بينها المغرب. وهذه البؤر هي: سوريا واليمن ثم ليبيا.
وأضاف الرامي لـ"عربي21"، أن عدة عوامل جعلت ليبيا بؤرة تستقطب "الجهاديين" المغاربة، أول هذه العوامل: القرب الجغرافي من المغرب، ودعوة زعماء هذا التنظيم وتحريضهم على الالتحاق به، ثم المساعدة التي تقدمها بعض القوى الإقليمية.
تهجير المقاتلين نحو ليبيا
وقال الخبير في الحركات السلفية والجهادية: إن تحول ليبيا إلى بؤرة تستقطب الجهاديين المغاربة، كان متوقعا منذ الانفلات الأمني الذي عرفه هذا البلد.
يشار إلى أن عدد المغاربة الملتحقين بتنظيم الدولة بلغ في يناير من هذه السنة حوالي 1500 مقاتل، حسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وقالت الصحيفة في تقريرها إن المغرب جاء في المرتبة الثالثة من بين الدول العربية المصدرة للمقاتلين نحو تنظيم الدولة.
التحاق المغاربة بالتنظيمات الجهادية
وتجدر الإشارة إلى أن التحاق المغاربة بالتنظيمات الجهادية بدأ مع انطلاقة الثورة السورية، والتحاق التنظيمات الجهادية في بلاد الشام بها. وكان جل المغاربة الملتحقين بالتنظيمات الجهادية ينحدرون من مدينة الفنيدق (أقصى شمال المغرب).
وحسب دراسة لـ"مرصد الشمال لحقوق الإنسان" المغربي، فإن التحاق المغاربة بالتنظيمات الجهادية جاء نتيجة للعديد من العوامل، أبرزها تدني المستوى التعليمي، وغياب التأطير السياسي، بالإضافة إلى الفقر والهشاشة.
من جهة أخرى، استطاعت وزارة الداخلية المغربية تعقب العديد من الخلايا التي تعمل على تهجير المقاتلين وتوقيفها في شمال البلاد. أغلبها تم تعقبها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.