شهد الشمال السوري الأربعاء حركة
نزوح جماعي من قرى ريف
حلب الشمالي إلى مدينة
عفرين في محافظة حلب، جراء اشتباكات وصفت بـ"العنيفة" بين قوات النظام وفصائل الثوار، بحسب عدد من
النازحين.
وتشهد الطرق الواصلة بين مناطق الاشتباك وعفرين ازدحاما شديدا نتيجة حركة النزوح هذه. وقال أبو أحمد، وهو نازح من بلدة عندان: "منذ الأمس (الثلاثاء) والمنطقة تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا عشوائيا من قبل قوات النظام السوري التي تسللت إلى عدد من القرى وسيطرت عليها".
وتابع: "اضطررنا للنزوح عن البلدة أنا وعائلتي المؤلفة من تسعة أشخاص، كلهم نساء وأطفال، وتوجهنا إلى عفرين، ومنها سنعبر إلى تركيا".
من جهتها، قالت أم زكوان، وهي من قرية رتيان: "وصلت الاشتباكات فجأة إلى قريتنا، لم نعرف ماذا نفعل، خرجنا أنا وأطفالي الأربعة بثيابنا فقط، لجأت إلى عفرين حيث يقطن بعض أقربائي". وأضافت: "القصف والاشتباكات تسببوا بمقتل عدد من أهالي القرية لا أعرف عددهم".
أما عبد الوهاب سلمو، وهو سائق حافلة، فقال: "قوات النظام هجمت فجأة على عدد من القرى، ما اضطر الأهالي للخروج هربا من القصف العشوائي الذي تسبب بمقتل العشرات من مدنيين وعسكريين، بينما مقاتلو الثوار لا يزالون يواجهون قوات النظام والميليشيات التابعة له".
وتابع: "منذ الصباح قمت بنقل عدد من العائلات والمدنيين الهاربين إلى عفرين حيث استقبلنا الأخوة الأكراد وسهلوا مرورنا".
من جانبه، قال مصدر شرطي إنه "منذ الأمس هناك حركة نزوح كثيفة إلى عفرين من قرى ريف حلب الشمالي وبعض قرى الريف الغربي، مثل، رتيان، حردتنين، باشكوي، عندان، حيّان التي تشهد اشتباكات وقصف بين قوات النظام وفصائل من المعارضة السورية".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه (لأنه غير مخول بالتصريح): "منذ صباح اليوم الأربعاء توجهت عشرات الحافلات المحملة بآلاف المدنيين من هذه المناطق إلى عفرين، ومعظم هؤلاء يريدون العبور عبر عفرين نحو الحدود التركية، وبعضهم يبقى في عفرين عند أقربائهم".
ومدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي واحدة من مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث التي أعلن عنها مطلع العام الماضي في شمال وشرق سوريا، وتخضع لإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاص، ويتبع لها 366 قرية.
وارتفع عدد سكان عفرين من حوالي 650 ألف نسمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في آذار/ مارس 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، بحسب مصادر كردية، بعدما توجه نازحون من المناطق المجاورة ومن مدينة حلب إليها، كونها لا تتعرض عادة لقصف من قوات النظام السوري.