سيارات أمريكية من نوع "GMC" تدخل شارع البنك المركزي، بالقرب من كنيسة اللاتين في حي الأمريكان، بمدينة اللاذقية على الساحل السوري، ضمن رتل من ست سيارات لونها أسود، تتوقف أمام حديقة البطرني على الكورنيش الغربي، ويخرج منها مقاتلون يتشحون بالسواد، وعلى جباههم لفافة صفراء مكتوب عليها "كتائب المهدي" بخط كبير وتحته "
حزب الله" بخط صغير.
يقول ناشطون في حي الأمريكان المسيحي في حديث لـ"عربي21" إن "هذا هو الظهور الأول لهذه المليشيات في اللاذقية"، وعبروا عن المشهد بطريقة ساخرة، حيث ظنوا في أول الأمر أنهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية"، وسخر سامر قائلا، إن "هذه داعش بوجهها الآخر أي حزب الله اللبناني".
ولم يكن ظهور هذه المليشيا مألوفا في اللاذقية، حيث تابعت سيارات "كتائب المهدي" بعد هذا الاستعراض طريقها إلى فرع حزب البعث في أحد الأحياء السنية المعارضة، بالقرب من بنك الدم.
وكانت أنباء تواترت منتصف العام الميلادي المنصرم، حول تشكيل ما يسمى "حزب الله السوري" في الساحل، حيث لم يكن هناك أي تواجد لهذه التنظيمات
الطائفية، ولكن الخسائر الكبيرة التي مني بها حزب الله خلال الأشهر الأخيرة، دفعت بالنظام وحلفائه إلى تشكيل عدة فصائل على شكل مليشيا الحزب، وتحمل مسميات وصفها ناشطون بأنها "طائفية".
وبحسب هؤلاء الناشطين، يلجأ النظام السوري إلى سد النقص المتزايد في أعداد مقاتليه باستقدام عناصر مقاتله من إيران، وأكد الناشطون أن هذه الخطوة يقوم بها النظام السوري، ليثبت للعالم أنه قادر على الرد وتحقيق الانتصارات، لكن واقع الأمر يدل على عكس ذلك.
وأشار الناشطون إلى أن هذه الفصائل المقاتلة الأجنبية لم تنجح في التصدي للتشكيلات المعارضة السورية، التي باتت تمتلك خبرة كافية في القتال على مدار السنوات الماضية منذ انطلاق الثورة السورية.
وبين النشطاء أن هذه المليشيات لن تحقق على المدى البعيد أي إنجاز، لأنها غريبة عن جغرافيا المنطقة، ولا تعرف مداخل ومخارج كل قرية.