حذر المحلل
الإسرائيلي تسفي برئيل يهود
أوروبا من الاستجابة لدعوة نتنياهو بالهجرة إلى إسرائيل، فرارا من موجة
اللاسامية وداعش. وبرر تحذيره بأنّ إسرائيل عاجزة عن توفير ما وعد به نتنياهو؛ إذ إن "الخوف في إسرائيل أعظم، ومستوى الجريمة أعلى، والإرهاب اشد وطأة"، على حد وصفه.
وقال برئيل في مقالته لصحيفة "هآرتس"، الأربعاء، إن المخططات المغطاة بالغبار، المختفية في جوارير وزارة الهجرة وعلى رفوف الوكالات
اليهودية، آن لها الأوان كي ترى النور. فجميعهم مستعدون لاستقبال موجة الهجرة الكبرى المتوقع وصولها إلى إسرائيل على أثر الهجومين في فرنسا والدنمارك.
وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في عدم توفر مكان آمن في أوروبا لليهود، بل في أن يهود إسرائيل أنفسهم لم يعودوا مقتنعين بأن ملجأهم الآمن إسرائيل، لم يعد آمنا في مواجهة التهديدات التي يحذرهم منها نتنياهو يوميا.
وتساءل مستهجنا: إنه على افتراض أن آلاف اليهود سيقررون هجر مصالحهم وتعليمهم وبيوتهم ووظائفهم، للصعود على الطائرات الميمونة المتوجهة بهم نحو مطار تل أبيب، ترى ماذا سيجدون هنا؟
وبدأ برئيل بتعداد السلبيات والعقبات التي يمكن أن يواجهها يهود أوروبا حال هجرتهم لإسرائيل. فعلى سبيل المثال، "سيحظون بفرصة أن يكونوا مكشوفين لتسجيلات اليمين من أشرطه الفيديو، التي يظهر فيها اليسار الإسرائيلي وهو يتعاون مع النازيين بهدف إبادة دولة إسرائيل. سوف يتعلمون كم هو جيد حظهم لأنهم لم يصلوا البلاد كلاجئين أريتيريين، أو سودانيين، أو حتى كمهاجرين من أثيوبيا. اليهود الذين هربوا من اللاسامية الأوروبية سوف يستبدلونها بعنصرية إسرائيلية. سيكتشفون، أنهم مواطنون في دولة احتلال، الاحتلال ذاته الذي ساهم في تعزيز اللاسامية، والتي بسببها هم يوضبون الحقائب"، على حد قوله.
ونبههم أيضا إلى أنّ معدل حالات القتل في إسرائيل يزيد على 1.8 لكل 100 ألف، وفي فرنسا هو 1 لكل 100 ألف، وفي الدنمارك هو 0.1 لكل 100 ألف، مشيرا إلى أنه في عام 2014 قتل في إسرائيل 27 شخصا في عمليات إرهابية. وفي المقابل، فإنه لم يقتل أحد في فرنسا والدنمارك.. وأكد أن هذه معطيات ديناميكية، وأن أوروبا معرضة لإحلال تغييرات في هذا الشأن، ولكن احتمالية التغيير في إسرائيل هي أكبر بكثير نحو الأسوأ.
فضلا عن ذلك، فقد شدد برئيل على أن المهاجرين إلى إسرائيل سيكتشفون خلال وقت قصير أن أمنهم الشخصي أصبح في مجال يد داعش أو القاعدة، وأنهم لن يعانوا من ظواهر "اللاسامية القاتلة". واستدرك بالقول إنه "لكي يكونوا مواطنين إسرائيليين حقيقيين، فعليهم أن يتبنوا نمط الكآبة الإسرائيلية وأن يتلبّسوا مشاعر الخوف الكامنة في أعماقهم من الحرب أو الإبادة الجماعية أو كليهما معا".
وعقد الكاتب مقارنة بين إسرائيل وأوروبا من حيث المطالبة بجودة الحياة لمواطنيها، إذ إن ذلك يعدّ في أوروبا حقا، بينما يعدّ المطالبون بحياة جيدة في إسرائيل خونة، على حد تعبير برئيل.
وطالب اليهود في أوروبا، بعدم الخلط بين الإسرائيلية واليهودية؛ إذ إنّ الإسرائيليين ليسوا عشاقا للغرباء حتى وإن كانوا يهودا.
وعلق على ذلك بالقول: "اسألوا الروس. نحو 150 ألفا من هؤلاء ممن هاجروا إلى إسرائيل من رابطة الدول (الاتحاد السوفييتي سابقا) هاجروا منها ثانية، منذ بدء الهجرة. اسألوا أيضا الجورجيين والأثيوبيين والبخاريين والأكراد، الذين ما زالوا بعد عشرات السنوات من الهجرة مقسمين طبقا للبلاد التي جاءوا منها".
وختم بالقول" "لكم الحق بالطبع في الهجرة إلى إسرائيل، وبالتأكيد سوف تحظون باستقبال دافئ في المطار، فقط كي تتذكروا أن إسرائيل تبتلع المهاجرين بتسرع، لكنها لا تنجح في هضمهم".