انتقد الباحث والبروفسور
الإسرائيلي، إبراهام بن تسفي، سياسة الرئيس الأمريكي باراك
أوباما بخصوص الملف النووي
الإيراني، مع اقتراب اجتماع
مؤتمر ميونخ للأمن الذي يعقد السبت.
وقال بن تسفي في مقال له في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الجمعة، إن أوباما لم يستطع استخدام العقوبات للضغط على إيران، وبدلاً من ذلك سارع إلى التعهد بفرض الفيتو على مشروع قرار العقوبات بدلاً من استخدامها وسيلةَ ضغطٍ في المفاوضات".
ووصف الكاتب أوباما بـ"عرّاب اتفاق التسوية" مع إيران، موضحاً أن ذلك يعود إلى نجاحاته القليلة في الساحة الدولية، ليضع الرئيس الأمريكي في مكانة تاريخية كـ"محارب لا ينثني من أجل السلام"، وذلك ما دفعه إلى إيجاد صيغة تسوية مع "الممثل المركزي لمحور الشر"، على حد وصفه.
وأشار في مقاله تحت عنوان "هل سينصاع الغرب ثانية لإيران؟" إلى أن واشنطن قررت الالتزام بالقيام بجميع الجهود من أجل أن يتم التوقيع على اتفاق الإطار مع إيران قبل نهاية آذار/ مارس المقبل.
وأضاف أن كل الإشارات توضح سعي إدارة أوباما للوصول إلى تنازلات بعيدة المدى، وأبعد من تلك التي تضمنها الاتفاق المرحلي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
ووصف الباحث الإسرائيلي الصيغة التي يمكن أن تخرج بها المفاوضات بـ"المثقبة والمليئة بالفجوات".
وتساءل بن تسفي: "لماذا يظهر الرئيس أوباما حماسة كبيرة للاتفاق، ولماذا تتوق الدولة العظمى المسيطرة (حتى الآن) إلى أن تضع حلفاءها الأوروبيين على سكة التنازلات أحادية الجانب، وبعيدة المدى؟" ليجيب: "يبدو أنه بالنسبة لأوباما فإن الاتفاق مع إيران تحوّل ليصبح الهدف الموعود، الذي يمكن تسويقه برهاناً على نجاحه ولو بصورة جزئية في استقرار الشرق الأوسط المضطرب والعنيف"، على حد قوله.
ولا يستطيع الكاتب أن يفهم "لماذا خرج أوباما في خطابه عن وضع الأمة، بهجوم لاذع على الكونغرس، على خلفية نيته إصدار قانون عقوبات جديد، الذي أعد ليرسم لإيران الخطوط الحمراء ويوضحها، وهذه الخطوط التي لن يوافق الجمهور الأمريكي على اجتيازها في أي اتفاق مستقبلي"، على حد قوله.
ويشار إلى أن الجمهوريين أصبحوا يشكلون مؤخراً أغلبية في الكونغرس الأمريكي، في حين أنهم أحرجوا إدارة أوباما بتوجيه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإلقاء كلمة أمام المجلس.
وتابع بن تسفي بأن أوباما دائماً كان "الطرف الذي يضعف أولاً"، كما حصل في "أزمة الكيماوي" مع النظام السوري، حيث أثبت للجميع أنه من جهته لا توجد خطوط حمراء أو أضواء حمراء، عندما يتم الحديث عن إيران، وفق الكاتب.
وانتقد استبدال الدول المشاركة في المفاوضات "الطلب الأصلي" بتقليص عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم إلى "موافقة أمريكية" تسمح بأن تبقي بيد النظام الإيراني أغلب هذه الأجهزة الموجودة لديها.
وكانت هذه الدول قد طلبت مسبقاً أن يتم تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من 10 آلاف إلى ألفين فقط.