كشفت مؤسسة
الأقصى للوقف والتراث عن مشروع تهويدي جديد، يستهدف منطقة الباب الجديد بمدينة
القدس المحتلة شمالي سور البلدة القديمة، حيث يخطط
الاحتلال لإجراء سلسلة ترميمات تغير الوجه الإسلامي العربي التاريخي للمكان.
إجراء تغييرات إدارية
وأوضحت المؤسسة في تقريرها الذي صدر الأحد، ووصل "عربي21" نسخة منه، أنه "من المقرر الشروع في المشروع خلال الأسابيع القليلة القادمة، على أن يتم الانتهاء منه العام المقبل 2016".
وقال التقرير إن تكلفة المشروع تصل إلى 5 مليون دولار أمريكي.
وأفادت الأقصى أن "المشروع يتضمن تبديل البلاط التاريخي للمكان المذكور، وتأهيل شبكات المجاري والمياه والإنارة والكهرباء، بالإضافة إلى ترميمات واسعة للمباني المحيطة بالشارع، مع القيام بصيانة واجهات المحلات والمقاهي في المكان"، موضحة أن الاحتلال "سيقوم بإجراء تغييرات إدارية في المنطقة، وتحويل اللوحات الإعلانية وواجهات المحلات التجارية والمعمارية فيها إلى منطقة سياحية".
الحاخامات اليهود.. والمازوزة التوراتية
وأكد التقرير عزم الاحتلال تعليق ما أسماها بـ"المازوزة" التوراتية، وذلك من أجل التبرك بها"، حسب ما يدعي بعض الحاخامات اليهود؛ وهي عبارة عن قطعة تصنع من الخشب أو الحديد تتضمن بعض الإشارات، و"الكلمات العشر التوراتية"، مشددة على أنه بذلك "يصبح الباب يهودياً، كما حصل عند باب الخليل والمغاربة والنبي داوود"، وهي من أبواب القدس القديمة المحتلة.
باب عبد الحميد الثاني
والباب الجديد أو ما يعرف باسم باب عبد الحميد الثاني، بني عام 1886م بأمر من السلطان عبد الحميد، ليسهل على أهل البلدة القديمة والأحياء الجديدة التي أنشئت خارج السور الاتصال بعضها مع بعض، بشكل مباشر دون الالتفاف إلى باب الخليل أو باب العمود.
وهو واحد من أهم أبواب البلدة القديمة؛ وهو مدخل لحارة النصارى وكنيسة القيامة ويشهد حركة سياحية كبيرة، وبحسب المؤسسة فإن المخطط يحتوي على تركيب أعمدة إنارة في الشارع تنير الأبنية ومسالك الطريق؛ بهدف إضفاء لون سياحي على المنطقة لاستقطاب السياح إليها.
وحذرت مؤسسة الأقصى من خطورة هذا المشروع؛ مؤكدة أنه "يندرج ضمن مشاريع
التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة على يد أذرع الاحتلال المختلفة تحت مسميات واهية، التي من أهمها تطوير وتحسين وجه المدينة الإسلامية والعربية وزيادة نمو الحركة السياحية فيها".
تهجير بعض السكان المقدسيين
وأكد التقرير أن الاحتلال يركز على المنطقة باعتبار أنها "منطقة حساسة للغاية لقربها من محطة القطار الخفيف، حيث يسعى إلى تكثيف الوجود اليهودي والمسار الاستيطاني فيها"، مبينة أن "السيطرة على الباب يعني السيطرة على المنطقة بكاملها".
وكشفت المؤسسة أن الاحتلال بعد سيطرته على باب المغاربة والخليل، يريد السيطرة على منطقة باب الجديد وتطوير مشروعه التهويدي، الذي سيؤثر حسب المؤسسة على تغيير معالم المنطقة بشكل سلبي، وسيؤدي لتهجير بعض السكان المقدسيين".
إلى ذلك، لفتت المؤسسة إلى أن المشروع الصهيوني يخدم استكمال سيطرة الاحتلال على كامل البلدة القديمة وعلى المسجد الأقصى، وتكثيف الوجود اليهودي بالمنطقة، مضيفة أن الاحتلال خصص ميزانية 90 مليون دولار لتهويد القدس القديمة، تحت عنوان "الترميم والتطوير السياحي" وذلك من عام 2013 وحتى 2019م.