صحافة دولية

نيويورك تايمز تكشف تحريف الأهرام لأحد مقالاتها

نيويورك تايمز: "ليس هناك أسوأ من صحافة الرئيس عبد الفتاح السيسي"
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" سقطة مهنية وقعت فيها الصحيفة الأوسع انتشاراً في مصر "الأهرام"، بعد نشرها ترجمة مغلوطة لمقال كتبه مدير مكتب الصحيفة العالمية بالقاهرة ديفيد كيركباتريك، حاولت تلميع الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلاله.

واستهلت الصحيفة الأمريكية تقريرها، الأربعاء، بمهاجمة الإعلام المصري، مشيرة إلى أنه "فعلها في عهد الديكتاتور حسني مبارك، وها هو يعيد الكرة مرة أخرى في ظل الجنرال الجديد عبد الفتاح السيسي"، مستذكرة تلاعب "الأهرام" في الصورة الشهيرة التي جمعت باراك أوباما وحسني مبارك وعبدالله الثاني وبنيامين نتنياهو ومحمود عباس، حين قدمت الصحيفة مبارك على أوباما. 

وتصف "نيويورك تايمز" ما فعلته "الأهرام" بالقول: "ترجمة مليئة بالأخطاء، تمنح صورة مغايرة لمصر السيسي"، وتابعت: "لا يوجد هناك شيء اسمه صحافة سيئة تتعلق بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس على الأقل عندما تترجمها الصحافة المصرية".

وقارنت الصحيفة بين مضمون المقال، الذي نشرته ووصف الاستقبال الصامت لخطاب السيسي الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتغطية الصحافية المصرية التي "أثنت على أدائه واعتبرته علامة فارقة".

وحتى تبرهن الصحيفة العالمية الملقبة بـ"السيدة العجوز" خطأ الترجمة طبعت المقال الأساسي وترجمة الأهرام لتؤكد القصة.



وفيما يلي نص المقال الرئيسي في صحيفة "نيويورك تايمز" 7  تشرين الأول/ أكتوبر:

مع عودة الرئيس عبد الفتاح السيسي من زيارته الأولى للأمم المتحدة، تشيد وسائل الإعلام المصرية بأدائه هناك، واصفةً إياه بلحظة التحول، ليس فقط بالنسبة للرئيس المصري، بل وحتى بالنسبة للجمعية العامة.

ويقول معلقون مصريون إن السيسي لم يعد ملوثاً على أنه الجنرال السابق الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، فقد اعترف بالسيسي أخيراً من قبل المجتمع الدولي كرجل دولة محترم ورائد في المنطقة. وقد غيّر السيسي حتى "الطريقة التي يلقي بها الرؤساء خطبهم في الأمم المتحدة"، وفقاً لما أعلنه المذيع التلفزيوني، عمرو أديب، والذي أظهر مقطع فيديو للسيسي وهو ينهي خطابه في أواخر الشهر الماضي هاتفاً بشعار حملته الانتخابية، وهو "تحيا مصر".

هذا التصرف هو "شيء من العبقرية"، كما أعلن أديب، مشيراً إلى أن التجمع كرس الزواج، حيث "كان عبد الفتاح السيسي هو العريس في الأمم المتحدة، وكانت مصر هي العروس".

ورغم ذلك، وأكثر من إظهاره لحدوث تغيير في موقف الخارج بالنسبة له، ما أظهره هذا الحدث هو قوة عبادة الشخصية التي يبنيها حلفاء السيسي حوله في الداخل، بينما يقوم هو بتعزيز سلطته، حيث إنه شخصية مفخمة ومحمية أكثر بكثير حتى من حسني مبارك، وهو سلفه الذي خدم في نفس المنصب لفترة طويلة. وما لم يستطع المشاهدون في مصر رؤيته هو أنه، وخلال انعقاد الجمعية العامة، كان جميع الحاضرين تقريباً من الدبلوماسيين ينظرون بصمت ودهشة، بينما قام الوفد المرافق الصغير للسيسي بالتصفيق رداً على خطابه.

ولكن تصفيق وسائل الإعلام المصرية استمر وبالإجماع، في تهويل لاحتكار السلطة في ظل السيسي، وهو الاحتكار الذي يقول العديد من المحللين إنه لم يحدث في هذا البلد منذ حكم محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر.

المقال الكامل في "نيويورك تايمز" هنا

أما تقرير "الأهرام" المترجم فنصه ما يلي:

قال الكاتب ديفيد كيركباتريك إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد صورته أمام الرأي العام الدولي كرجل دولة يحظى بالاحترام والتقدير في المنطقة من خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح كيركباتريك في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس أن السيسي استطاع "تغيير الطريقة التي يلقي بها الرؤساء الخطب في الأمم المتحدة"، من خلال إنهاء خطابه، وهو يهتف "تحيا مصر".

ووصف الكاتب المشهد الفريد من نوعه في مقر الأمم المتحدة، عندما لقي السيسي تصفيقا حارا من قادة العالم المجتمعين بعد هتافه "تحيا مصر".

ورأى كيركباتريك أن السيسي استطاع أن يمحو صورة كانت في أذهان البعض أن ما حدث في مصر في يونيو 2013 "انقلاب" وليس ثورة.

وذكر أن حكم السيسي أصبح يعتمد علي قوة شخصيته وشعبيته الجارفة بشكل غير مسبوق، من خلال الدعم الذي يلقاه في الدولة المصرية ومن قبل حلفائه، وهو الأمر الذي عزز من سلطته وتوج كل ما قام به منذ اندلاع ثورة 30 يونيو.

ولفت كيركباتريك إلى أن جميع الدبلوماسيين كانوا في حالة من الصمت والاستمتاع خلال كلمة السيسي.

وأشار إلى تصريح خالد فهمي، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، والذي قال فيه إن ما يحدث الآن يعد سابقة في التاريخ المصري الحديث وكل ذلك مجرد بداية لظاهرة جديدة في حكم مصر.

ودلل كيركباتريك على ذلك من خلال اتخاذ السيسي إجراءات لم يجرؤ أحد من رؤساء مصر السابقين على اتخاذها مثل رفع الدعم عن أسعار الوقود، والتي كانت تعد أمرا غير قابل للمس، دون أي معارضة أو احتجاجات تذكر من الرأي العام أو الشارع المصري.


وقال معلقون مصريون إن "السيسي لم يعد موصوما بأنه جنرال سابق عزل أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، حيث اعترف به المجتمع الدولي أخيرا كرجل دولة محترم وقائد إقليمي".

وقال مذيع التوك شو المصري عمرو أديب إن "السيسي غير حتى أسلوب خطابات الرؤساء في الأمم المتحدة"، مظهرا مقطع فيديو للسيسي في نهاية كلمته وهو يردد شعار حملته القومية "تحيا مصر"، وهي العبارة التي قال مشاهدون مصريون إنها أُتبعت بتصفيق حاد من قادة العالم الحاضرين.

ووصف أديب أداء السيسي بأنه "شيء من العبقرية"، ملمحا إلى أن الجمعية العامة كما لو كانت تنظم حفل عرس، عريسه السيسي، وعروسته مصر.

وبغض النظر عن أي تغيير في وضع السيسي بالخارج، فإن ما أظهره الحدث هو قوة "العبادة الشخصية" التي يبنيها حلفاء السيسي حوله بالداخل، بينما يعزز سلطته .. شخصية تحظى بتمجيد وحماية أكثر كثيرا حتى مما كان يحظى به مبارك.. سلفه الذي استمر طويلا في الحكم.

لكن ما لم يستطع هؤلاء المشاهدون رؤيته هو أنه خلال الجمعية العامة، التزم كل الدبلوماسيين الحاضرين تقريبا الصمت، ولم يصفق أحد على عبارة "تحيا مصر" إلا حاشية السيسي الصغيرة، بعكس الإعلام المصري الذي وصف التصفيق بـ" المستمر والجماعي".

رابط موضوع الأهرام هنا