تسود حالة من الهدوء الحذر مدينة
رداع عقب مواجهات عنيفة بين موالين لجماعة
الحوثيين وعناصر تنظيم
القاعدة.
وكان مصدر أمني أفاد بأن مواجهات عنيفة اندلعت وسط المدينة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء واستمرت حتى فجر الأربعاء، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الـ"آر بي جي" ، وأن قتلى وجرحى سقطوا من الجانبين.
وأضاف المصدر أن المواجهات توقفت صباح الأربعاء، لافتا إلى أن قوات من الأمن الخاصة المكلفة بحراسة قلعة رداع شاركت فيها وتصدت لعناصر القاعدة.
12 قتيلا في المعارك بين الحوثيين والقاعدة
وأسفرت الاشتباكات بين الحوثيين الشيعة وعناصر تنظيم القاعدة في رداع بمحافظة البيضاء وسط
اليمن، عن مقتل 12 مسلحا وجرحى من الجانبين، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ومحلية.
وتأتي الاشتباكات في ظل توسع انتشار المتمردين الشيعة في البلاد، حيث قتل خمسة حوثيين وستة من عناصر القاعدة، إضافة إلى مدني واحد بحسب المصادر نفسها.
وأكد مسؤول محلي، أن "الاشتباكات وقعت بينما كان
الحوثيون يسعون إلى التوسع باتجاه داخل محافظة البيضاء انطلاقا من رداع"، الواقعة على الحدود مع محافظة ذمار في جنوب صنعاء.
وأضاف المسؤول، أن "عناصر القاعدة تصدوا لهم ووقعت اشتباكات عنيفة"، فيما "تم تفجير منزل لأحد الحوثيين في رداع".
ويتمتع الحوثيون بحضور في بعض القرى في منطقة رداع.
وبعد أن سيطروا على صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر، سيطر الحوثيون اعتبارا من الثلاثاء، على الحديدة التي تعد من أكبر المدن اليمنية وعلى مينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر، في خطوة تؤكد استمرار المتمردين الشيعة المتهمين بتلقي الدعم من إيران في توسيع رقعة نفوذهم.
القاعدة تسيطر على المنطقة الغربية في "إب"
وكان مسلحو تنظيم القاعدة قد سيطروا على مديريتي الحزم والعدين اللتين تتبعان إداريا لمحافظة إب، في أول رد على عملية تسليم مركز المدينة الأربعاء، لمسلحين حوثيين مدعومين من قادة في حزب الرئيس السابق علي صالح.
وقال مصدر أمني مسؤول، إن "مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، هاجموا إدارة أمن العدين، بعد فشل عملية التفاوض مع مدير أمن المديرية بتسليمها لهم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات وصفت بالعنيفة، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة بين قوات الأمن والعناصر المهاجمة، أسفرت عن سقوط قتلى من القوات الأمنية، لم يُكشف عددهم بسبب فشل الاتصال بالمسؤولين الأمنيين هناك"، على حد قوله.
وأضاف لـ"عربي 21" طالبا عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية أن "المسلحين تمكنوا من السيطرة على المجمع الحكومي التابع لمديرية العدين، غرب مدينة إب، بعدما تم تسليمه من قبل مسؤول المديرية، دون أي مواجهات".
من جهته، قال محمد الحزمي، أحد السكان المحليين إن "مسلحيّن يتبعون لتنظيم القاعدة، مدعومين من أهالي مديرية حزم العدين، سيطروا بشكل كامل على المجمع الحكومي الذي يضم مباني أمنية ومدنية في المنطقة الواقعة شمالي غرب محافظة إب وسط اليمن".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "عشرات المسلحين، عززوا انتشارهم الكثيف في مناطق جبلية تابعة لمديرية الحزم بمدينة إب، وأقاموا نقاط تفتيش على الخط الرئيسي الرابط بين مركز المحافظة ومديرتي الحزم والعدين باتجاه الغرب".
ولفت إلى أن "بنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك)، مصرف حكومي، تعرض لهجوم مسلح أيضا، مرجحاً احتواءه على أموال تم الاستيلاء عليها، ومن ثم تفجير سيارة تابعة لمدير البنك عقب اقتحامه".
في غضون ذلك، تبنّت جماعة "أنصار الشريعة " التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الهجوم الذي تعرضت له مراكز أمنية وعسكرية في ولاية "إب" كما سماها البيان الصادر عن الجماعة.
وقالت الجماعة في بيان لها على "تويتر"، إن "الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية، كما أن الجماعة أعلنت في بيان آخر، اغتيال عقيد يعمل في وزارة الدفاع اليمنية بالعاصمة صنعاء".
وأوضحت أن "مقاتليها، اغتالوا مدير شعبة الإمداد بدائرة الأشغال العسكرية العقيد الركن "علي زيد الذاري" بثلاث عشرة رصاصة، أدت إلى مقتله على الفور، في منطقة سعوان وسط صنعاء، الذي تتهمه القاعدة بالعمل مع الحوثيين، بالإضافة إلى وظيفته العسكرية"، بحسب البيان.
ويشن عناصر القاعدة هجمات متعددة على مواقع حكومية، وتجمعات أخرى للحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.