قللت نخب
إسرائيلية من تأثير نجاح جيشهم في
اغتيال قيادات في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "
حماس" على قدرتها على مواصلة القتال ضد الاحتلال.
وقال البرفسور شاؤول مشعال، الباحث المختص في شؤون "حماس" في الجامعة العبرية إن التجربة قد دللت على أن تصفية القيادات العسكرية والسياسية لم تسهم في المس بدافعية حركة "حماس" على مواصلة النضال ضد الاحتلال.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الخميس، أعاد مشعال إلى الأذهان حقيقة أن "حماس" جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني، منوهاً إلى أن استمرار الاحتلال يفرض وجود حركات لمقاومته، بغض النظر عن طابعها الأيديولوجي والديني.
وشدد مشعال، الذي ألف كتاباً وأعد دراسات كثيرة حول الحركة أن "حماس باتت تمثل في الواقع عصب الوطنية الفلسطينية"، مشدداً على أن حل الصراع مع الشعب الفلسطيني يمثل شرطاً لوقف المقاومة الفلسطينية، وضمنها المقاومة التي تمثلها "حماس".
من ناحيته، نوه المعلق العسكري عاموس هارئيل إلى أن القيادة الصهيونية كانت تدرك محدودية تأثير اغتيال محمد الضيف، القائد العام لكتاب عز الدين القسام، على توجهات حركة حماس، مشيراً إلى أن فشل محاولة الاغتيال جعل الحركة أكثر تصميماً على مواصلة القتال، بشكل أكثر حدة واصراراً.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح اليوم، نوه هارئيل إلى أن نتنياهو "أراد إسعاد الشعب الإسرائيلي بسبب قلة إنجازات الحرب، وبسبب الحرج الكبير الذي يشعر به، وفي ظل حملة الانتقادات التي يتعرض لها من قبل شركائه في الائتلاف الحاكم".
وشدد هارئيل على أن معضلة نتنياهو تتمثل في أن نجاح عمليات الاغتيال قد يفضي إلى إطالة أمد الحرب، لأن ذلك سيستدعي من حماس الرد على عمليات الاغتيال، في حين أن المصلحة الصهيونية تتمثل في وقف الحرب بأسرع وقت ممكن.
من جهته، هاجم الكاتب جدعون ليفي بشدة محاولة اغتيال الضيف، قائلاً إن "إسرائيل" اكتشفت أن النتائج كانت عكسية تماماً، مشدداً على أن حماس بعد محاولة الاغتيال باتت أكثر تصميماً على إطلاق الصواريخ، بعكس ما راهن الذي أصدر أوامر تنفيذ المحاولة.
وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم الخميس، أشار ليفي إلى أن "إسرائيل" أقدمت على محاولة الاغتيال على الرغم من أن تجارب الماضي دللت على أن إستراتيجية الاغتيال فاشلة وغير مجدية، منوهاً إلى أن كل ما في الأمر أن نتنياهو أراد استرضاء الرأي العام الإسرائيلي.
وفضح ليفي ازدواجية المعايير الصهيونية، متسائلاً: "تخيلوا لو قامت حماس بتصفية زوجة نتننياهو سارة ونجله يئير، تخيلوا لو اغتالت حماس رويطال زوجة رئيس أركان الجيش بن غانز ونجله نداف، ماذا كانت ستكون ردة فعل إسرائيل؟ وكيف سيؤثر الحدث على المجتمع الإسرائيلي؟ هل يجعله أكثر اعتدالاً؟!".