سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (
داعش) على عدة قرى في ريف
حلب الشمالي قرب الحدود التركية، أهمها
أخترين، وبات على مقربة من طريق رئيسي لإمداد
الثوار في مدينة حلب عبر الشمال، إضافة إلى مناطق استراتيجية يسيطر عليها الثوار.
وإلى جانب أخترين، سيطر داعش على قرى تركمان بارح، المسعودية، العزيزية، دويبق، دابق، الحميدية، الغوز، ارشاف، احتيملات. وذكر لاحقا أن الثوار استعادوا السيطرة على الغوز.
وكانت جبهة النصرة وفصائل أخرى قد انسحبت من أخترين والمناطق المجاورة لها، وبقي فيها عدد محدود من المقاتلين من فصائل صغيرة.
وبالسيطرة على هذه القرى يقترب داعش من مدينة مارع، وهي أحد المعاقل الرئيسية للواء التوحيد المنخرط في الجبهة الإسلامية، كما يقترب أكثر من مناطق أخرى تخضع لسيطرة الثوار، مثل مدينة اعزاز التي يقع فيها معبر باب السلامة مع تركيا. وبهذا التقدم يهدد داعش طريقا رئيسيا لإمداد الثوار في مدينة حلب باتجاه الشمال، في وقت يسعى فيه النظام السوري على المدينة انطلاقا من طرفها الشمالي الشرقي.
وكانت أخترين قد تعرضت على مدى الأيام الماضية لقصف جوي من جانب قوات النظام السوري بينما كان تنظيم داعش يهاجم البلدة، كما تعرضت اعزاز والمناطق المجاورة للقصف مع اقتراب داعش من المنطقة. كما تتعرض اعزاز ومارع لقصف مدفعي من جانب داعش.
وقتل العشرات من المقاتلين خلال المعارك، أغلبهم من فصائل الثوار، بينهم محمد إبراهيم العاصي، قائد "لواء أبي هاجر".
من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن التنظيم اقتحم أخترين بعد قصفها والقرى المحيطة بها بعدد كبير من قذائف الهاون والدبابات، مشيراً إلى أنه مشط المدينة بعد الاقتحام، وأسر عدداً من
الجيش الحر، والمدنيين، واحتجزهم في المسجد قبل نقلهم إلى معتقلات التنظيم في بلدة الراعي، ومدينة الباب شرق أخترين.
وقالت الهيئة: "بعد سيطرة التنظيم، وجه ناشطون أصابع الاتهام إلى وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، مؤكدين أن فصائل الجيش الحر طلبت من الوزارة تزويدها بالسلاح والذخائر أكثر من مرة، للدفاع عن المنطقة ولم تلق إجابة، مؤكدين أن الجيش الحر صمد لأكثر من 6 أشهر بالدفاع عن المدينة دون حصولهم على دعم للتصدي".
ومع تقدم داعش باتجاه الغرب، يصبح الثوار بين فكي كماشة: داعش من طرفي الشرق والشمال، في حين أن قوات النظام السوري التي ترك لها داعش الذي يسيطر على ريف حلب الشرقي بالكامل ممرا من مطار حلب باتجاه شمال شرق المدنية؛ تحاول الإطباق على المدينة من جهتها الشمالية انطلاقا من مدينة الشيخ نجار الصناعية شمال شرق حلب باتجاه الغرب. وهذا يعني أن مدينة حلب ليست مهددة بأن تصبح معزولة عن الريف فقط، بل سيصبح الريف أيضا محاصرا بين داعش وقوات بشار الأسد.
من جهة أخرى، وفي حلب المدينة، تعرضت أحياء قاضي عسكر والميسر والمعادي وبستان الباشا والشعار شرق حلب، ومخيم الحندرات ومنطقة الجندول شمال حلب، للقصف بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين على الأقل وإصابة آخرين.
بالمقابل، نسف الثوار حاجزا لقوات الأسد في حي الميدان تزامناً مع قصف جوي على حي بستان الباشا في المنطقة.
وأعلنت كتائب "أبو عمارة" للعمليات الخاصة؛ عن تنفيذها عملية نوعية في حي الموكامبو الواقع تحت سيطرة النظام الليلة الماضية، عبر استهدافها بعبوة ناسفة دورية مشتركة للأمن العسكري والشرطة عند الدوار المائل في الحي، مؤكدة أن بعد تجمع عناصر الأمن تم استهدافهم بعبوة ناسفة ثانية، ما أدى لمقتل 9 عناصر لقوات الأسد بينهم ضابط برتبة نقيب.