أصدرت
حركة النهضة التونسية الأحد، على لسان رئيسها راشد
الغنوشي، بيانا تدعو فيه الأطراف المتحاربة في
ليبيا إلى
وقف القتال والجنوح للسلم، بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك.
وفي ما يأتي نص البيان:
تتابع حركة النهضة بألم وانشغال شديدين ما يجري في ليبيا الشقيقة شرقا وغربا من احتدام للصراع ولجوء واسع إلى السلاح، سبيلا خاطىا وخطيرا لحسم الاختلاف بين
الأشقاء، وهو وضع يمثل خطرا شديدا لا على القطر الشقيق وحسب، بل على جملة الإقليم، وبالخصوص على الجوار التونسي لما يربط بين البلدين من صلات الجوار ووشائج القربى والمصالح المشتركة. وبناء على ذلك ومن موقع الأخوة والنصح الخالص فإن حركة النهضة..
1- تدعو الأشقاء في ليبيا إلى الجنوح إلى السلم والتخلي عن لغة السلاح والاقتصاد في الدماء، خاصة ونحن في أواخر شهر رمضان الكريم وعلى أبواب عيد الفطر المبارك، وذلك ابتغاء لرضوان الله الذي عظم شأن الدماء، وحفظا لمكتسبات البلد، وصونا لاستقراره، ووحدة نسيجه المجتمعي والسياسي من شرور الفتنة الداخلية والتدخلات الخارجية.
2- تحث وجهاء ليبيا وقادتها الدينيين والاجتماعيين والسياسيين على القيام بدورهم في تقريب وجهات النظر والسعي بالحسنى بين الجهات المتنازعة حقنا لدماء الليبيين، وصونا لأعراضهم وممتلكاتهم، خصوصا وأن هذه المعارك التي تدور رحاها على أرض ليبيا الشقيقة ستكون كلفتها باهظة على الجميع ولا يكون فيها طرف منتصر وآخر مهزوم.
3- تعلم أنها لم تدخر جهدا على امتداد الأيام الماضية في السعي إلى إيقاف الاقتتال، وتقريب الشقة بين أبناء الوطن الواحد، وذلك من خلال تواصلها مع مختلف مكونات الساحة الاجتماعية والسياسية لحل الأزمة الراهنة، وهي تجدد دعوتها اليوم، وبمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، إلى كف الدماء بين الإخوة الأشقاء وإلى اللجوء للحوار والتصالح الوطني وفق ميزان الحق والعدل، والتخلي عن كل نوازع الثأر والانتقام. كما أنها تضع كل خبراتها وإمكانياتها تحت تصرف الأخوة الليبيين للوصول إلى حلول توافقية ترضي الجميع عبر عقد مؤتمر وطني جامع، سواء في الداخل الليبي أم في تونس، بالتنسيق مع الجهات الشعبية والرسمية في البلدين وبحسب ما يرتضيه الإخوة الليبيون.
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)
والله من وراء القصد
الشيخ راشد الغنوشي