تفاوتت تقديرات كبار المعلقين العسكريين الصهاينة بشأن مستقبل المخططات العسكرية "
الإسرائيلية" ضد قطاع
غزة.
ففي حين قال بعض المعلقين إن حشد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في محيط قطاع غزة يأتي تحسباً لاتخاذ قرار نهائي بشأن الشروع في عملية برية في القطاع، قال آخرون إن حشد القوات يأتي من أجل الضغط نفسياً على قيادة حماس لإبداء مرونة، والموافقة على العودة لتفاهمات التهدئة التي كانت قائمة بعد حملة "عمود السحاب" عام 2012.
قال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن إقدام جيش الاحتلال على تكثيف الغارات الجوية الليلة الماضية وصباح اليوم السبت يأتي من أجل الإعداد للشروع في حملة برية عسكرية، في حال قرر رئيس الوزراء الصهيوني ذلك في النهاية، مشيرا إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش قد أعدت خطة الحملة البرية.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة صباح اليوم السبت، نوه بن يشاي إلى أن عمليات
القصف تهدف إلى المس بقدرات حركة حماس العسكرية التي يمكن أن توظفها في مواجهة الاقتحام البري الإسرائيلي في حال تقرر ذلك.
وأوضح بن يشاي أن العملية البرية ستتم "بشكل مختلف تماماً عما يمكن تصوره" مشيرا إلى أن قائد المنطقة الجنوبية الجنرال سامي تورجمان قد أقر كل خطط الحرب، وأصدر تعليماته لقادة الألوية في قيادته للاستعداد لتنفيذها.
وأشار بن يشاي إلى أن جميع القوات التي يفترض أن تشارك في الهجوم البري تتواجد في محيط القطاع، مشيراً إلى أنه تم اخفاؤها بشكل يقلص من قدرة حركة حماس على ضربها.
وأوضح بن يشاي أن هدف العملية البرية سيكون تقليص قدرة حماس على إعادة بناء ترسانتها من الصواريخ والإمكانيات العسكرية الأخرى، منوهاً إلى أن عمليات القصف والعمل البري ستهدف إلى المس بقدرة حماس على حفر الأنفاق الحربية، التي تعدها حماس لنقل المقاتلين والسلاح إلى داخل المستوطنات اليهودية في عمق الكيان الصهيوني.
وأوضح بن يشاي أن دوائر صنع القرار السياسي ومحافل التقدير الإستراتيجي في إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن عدم وجود حليف إقليمي لحماس سيقلص من قدرة الحركة على إعادة بناء قدرتها العسكرية بعد الحرب.
وفي المقابل، رجح أمير أورن المعلق العسكري لصحيفة "هارتس" أن يكون الهدف من حشد القوات على الحدود مع غزة هو ممارسة الحرب النفسية على حركة حماس أكثر منه توجها حقيقيا لشن حملة برية.
وفي مقالة نشرها موقع الصحيفة مساء أمس الجمعة، انتقد أورن نتنياهو لأنه "أضاع" فرصة تحقيق هدوء عبر تسوية سياسية بعد حملة "عمود السحاب" عام 2012.
وفيما يعكس حالة الإرباك التي تعيشها إسرائيل كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن نتنياهو تلقى من وزير الحرب الأسبق شاؤول موفاز خطة تتضمن مقترحات للتهدئة مع حركة حماس.
من ناحيته حذر معلق صهيوني بارز نتنياهو من إصدار أوامر بتنفيذ حملة برية بسبب تداعياتها السلبية على المستوى المنظور.
وقال دان مرغليت، كبير المعلقين في مقال نشرته أمس الجمعة صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من نتنياهو، إنه يتوجب على رئيس الحكومة "الإسرائيلية" أن يتعلم من الأخطاء التي ارتكبها سلفه في المنصب إيهود أولمرت عندما لم يستمع لمستشاريه، ولم يوقف حرب لبنان الثانية 2006 وحرب "الرصاص المصبوب" على غزة 2008 في التوقيت الذي يخدم مصالح "إسرائيل".
وخلال برنامج "أولبان شيشي"، الذي بثته القناة الليلة الماضية، ذكر أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في القناة أن نتنياهو كلف يوسين كوهين مستشاره للأمن القومي بدراسة مقترحات موفاز.