يتهم سكان بلدة "بانغوي" في أفريقيا الوسطى الجنود الفرنسيين بالتواطؤ مع جماعة (أنتي - بلاكا) المسيحية في قتل المسلمين.
وتملأ الشعارات المناوئة لفرنسا، الجدران في البلدة التي يقطنها المسلمون من قبيل "لا لفرنسا"، و"سنغاريس، أنهي قتل المسلمين"، و"ماذا تريد فرنسا من جمهورية أفريقيا الوسطى".
وغطت الشعارات جدران البلدة بعد أن نفذت فرنسا العملية العسكرية "سنغاريس"، التي أدت إلى مقتل مسلمين، أثناء اشتباكات اندلعت بين الجنود الفرنسيين، ومسلحين.
ويشبه مسلمو أفريقيا الوسطى، الفارين من أعمال
العنف التي تشهدها بلداتهم، رحلة نقلهم من مدينة بانغوي إلى الحدود مع تشاد، بالجحيم.
وتتضمن القافلة المتوجهة من العاصمة بانغوي إلى "كاغا باندورو" على الحدود مع تشاد، 1300 نازح من المسلمين، تنقلهم قافلة تابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية، بواسطة 18 شاحنة نقل، ويتباين النازحون بين أطفال باكين، ونساء في حالة يرثى لها، ورجال محبطين، يسيرون في رحلة الغد المجهول.
واضطر ركاب القافلة إلى قضاء الليل في غابة استوائية، بمدينة "سيبوت"، التي تبعد مسافة 189 كيلومتر عن مدينة بانغوي، حيث مكثوا في ظل الخطر والقلق، تحت حماية الجنود الروانديين.
وفي صباح اليوم التالي ولدى استئناف القافلة المسير، هاجمتها جماعات "أنتي - بلاكا" المسيحية، وقتلت منها امرأة تدعى "خديجة تو".
ورغم أن طريق بانغوي – كاغا باندورو محفوف بالمخاطر، وقد يكلف المسلمين النازحين أرواحهم، إلا أنهم يرمزون إليه بطريق "الخلاص".
في سياق متصل بدأت أعمال مؤتمر قادة جماعة "السيليكا" المسلمة، بمشاركة 30 من قيادة الجماعة بينهم الجنرال محمد موسى دافان و100 من أعضائها، في مدينة "نديلي" التي تبعد حوالي 500 كم شمال العاصمة "بانغي".
وكان الجنرال دافان قد صرح للأناضول، في وقت سابق، أنهم سيعقدون الاجتماع، ويبحثون الخيارات قبل إعداد خارطة طريق واتخاذ إجراءات، مؤكداً أن جميع الخيارات مطروحة على طاولة الاجتماع.
وكما قالت مصادر من "سيليكا"، لوكالة الأناضول، فإن خطة العمل الجديدة للتنظيم قد تسفر عن إنشاء حزب سياسي.
ويأتي المؤتمر تلبية لدعوة دعوة جنرالات "سيليكا"، المتمركزين في مدينة "برييا" (شمال بانغي) منذ 27 أبريل/نيسان الماضي، ضباط التنظيم إلى مؤتمر لانتخاب قائد جديد للتحالف.
وبدأ عدد من قادة "سيليكا" منذ الأسبوع الماضي لقاءات تحضيرية في مدينة "نديلي" لانتخاب قيادة جديدة للتحالف، ولاعتماد استراتيجية موحدة تجاه الوضع السياسي والأمني في أفريقيا الوسطى، فيما توفر القوات الفرنسية الحماية الأمنية للقادة المشاركين في المؤتمر.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعيش أفريقيا الوسطى على وقع صراع طائفي بين جماعة "السيليكا"، ذات الأغلبية المسلمة، وميليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية.
وبحسب الأمم المتحدة، تم إجبار حوالي 200 ألف مسلم على الرحيل من البلد الأفريقي، منذ بدء الصراع، نحو دول الكاميرون، وتشاد، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والكونغو برازافيل.
وأثار هذا النزوح مخاوف السلطة السياسية، والقادة الدينيين من انقسام البلاد، بين جنوب مسيحي، وشمال مسلم.