قال الصحفي البريطاني ديفيد ويرينغ إن صعود الجهادية الإسلامية وتدفق المقاتلين الأجانب إلى
سوريا زاد من معاناة الشعب السوري، وقضى على آمال ظهور انتفاضة قومية شاملة.
جاء ذلك في مقال له في صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها الخميس، مضيفا أن "المقاتلين الأجانب من
بريطانيا على وجه الخصوص أعطوا مبررا لقمع
الأسد، وتحولوا لأداة بيده".
وأشار الكاتب إلى نتائج دراسة أعدتها "الغارديان" في هذا الأسبوع، والتي كشفت عن الدوافع التي تجعل الشباب البريطانيين للسفر إلى سوريا للقتال هناك، وأظهرت الكيفية التي يتفاعل فيها الشباب بين بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، والكيفية التي وثقوا فيها "بجهادهم".
وبحسب الدراسة التي أعدها مركز مراقبة التطرف والعنف الدوليين في كينغز كوليج (في جامعة لندن)، فالدوافع التي تدفع المقاتلين هي الحرص الإنساني والتضامن مع مظالم ومعاناة إخوانهم السوريين.
مشيرا أيضا لمقال كتبه الشهر الماضي جورج مونبويت في نفس الصحيفة، قارن فيها بين "جهاد البريطانيين" في سوريا، الذي يعتبر الآن "إرهابا" في نظر المؤسسات الأمنية، وقتال المتطوعين البريطانية في الكتيبة الدولية في الحرب الأهلية الإسبانية.
ولكن الشبان البريطانيين الذين ينضمون في غالبيتهم لـ"جبهة
النصرة لأهل الشام" الموالية لتنظيم "القاعدة" لا يساعدون الجماعات المعارضة لنظام الأسد، بل على العكس يلعبون دورا سلبيا في الثورة السورية، مضيفين معاناة جديدة على الشعب السوري، بحسب الكاتب.
ويبدو أن ممارسات "الجهاديين" ضد السكان والرد الانتقامي من النظام، سبب للمعاناة، "فبحسب تقرير للأمم المتحدة قسم انتهاكات حقوق الإنسان إلى أربع معايير واسعة، (القوميون الديمقراطيون والإسلاميون السوريون والأكراد القوميون والجهاديون المتطرفون).
وتابع الكاتب: "رغم أن النظام السوري متهم بارتكاب أفظع الجرائم ضد الشعب السوري، إلا أن الجهاديين الدوليين هم أسوأ المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا خاصة، على حد قوله.
وأشار الكاتب هنا إلى أمثلة نسبت لـ"
داعش" التي قامت باختطاف فتيان عمرهما 15 عاما، وعذبتهما وقطعتهما بعد قتلهما. وفي مثال آخر جلدت مديرة مدرسة لعدم ارتدائها الحجاب.
وقال الكاتب إن ظهور الجماعات الجهادية في المشهد السوري كان هدية للنظام السوري برئاسة بشار الأسد الذي أكد أن المعارضة السورية ما هي إلا مجموعات "إرهابية" مدعومة من قوى خارجية.
واختتم الكاتب أن السوريين من حقهم الدفاع عن أنفسهم ضد نظام أسسه والد بشار، حافظ الأسد، على العنف والقسوة وحول العائلة العلوية، ما عنى منذ البداية استحالة ظهور انتفاضة سلمية، كما أن بروز الجهاديين الذين ينضم إليهم المتطوعون من بريطانيا وبقية أوروبا قضى على أي أمل بظهور حركة وطنية شاملة قادرة على الإطاحة بنظام الأسد.