قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن
سوريا أصبحت بمثابة أفعى برؤوس متعددة تطال أمن أوروبا.
وقالت إن
الإرهاب يشبه الثعبان الأسطوري "هيدرا" الذي يحمل أكثر من رأس وقطع رأس من رؤوسه المتعددة يعني ظهور رأسين آخرين.
جاء هذا تعليقا على التحذيرات البريطانية الأخيرة من آثار الحرب السورية على
بريطانيا.
وفي افتتاحيتها قالت التلغراف إن بريطانيا ذهبت للحرب في أفغانستان لأن البلد "تحول إلى قاعدة للجهاد العالمي والإرهاب".
ولفتت إلى أنه وفي خضم تجهز بريطانيا للانسحاب من إقليم هلمند "نجد أن خطر التهديد الإسلامي لم يغلق فقد توسعت شبكات دعمه في مناطق أخرى".
وأشارت التلغراف إلى تقييم مركز تحليل الإرهاب المشترك، وهو مركز حكومي وجاء فيه "أن الشباب المسلم البريطاني يسافرون لباكستان واليمن والصومال بحثا عن التدريب كما أنهم يتدفقون بأعداد كبيرة لسوريا حيث استغل الأصوليون الفوضى التي سببها قمع النظام السوري ضد أبناء شعبه".
وبحسب تقييم المركز، فإن طبيعة النزاع في سوريا وظهور جبهة النصرة "يجعل من البلاد وبشكل محتمل مصدرا للتهديد الإرهابي على بريطانيا ومصالحها في الخارج مستقبلا".
وترى التلغراف أن سوريا تحولت لمشكلة تساوي أفغانستان في الماضي وهي وجهة نظر دعمتها وزارة الداخلية التي أصدرت في الأسبوع الماضي هذا الحكم.
وأضافت أن "التطور المهم فيما يتعلق بالإرهاب خلال عام 2013 هو التهديد المتزايد من الجماعات الإرهابية في سوريا".
وأوضحت أن هذا يعني أن البريطانيين المشتبه بعلاقتهم بـ"الإرهاب يحصلون على خبرات قتالية واسعة قبل عودتهم لبريطانيا ويحملون معهم أيديولوجية تدعو لارتكاب العنف في شوارع بريطانيا".
وأشارت إلى أن هذا يؤدي لـ"تغذية النزاعات والحروب الأهلية" مضيفة أن "الحرب في سوريا ليست حربا بعيدة لا تترك إلا أثرا قليلا على بريطانيا ولكنها تراجيديا لها أثار مهمة علينا في الغرب ولدينا مصلحة في حلها لسبب لا علاقة له بالأخلاق لكن المصالح القومية" على حد قول الصحيفة.