مات ما لا يقل عن 800 سجين بسبب الجوع أو المرض داخل سجن
حلب المركزي المحاصر لأكثر من عام والذي تجري حوله المناوشات بين الثوار والضباط داخل السجن، وذلك بحسب سجين سابق وآخر لا يزال داخل السجن ومنظمة توثق ظروف السجن.
وذكر تقرير نشره موقع (ميديل إيست آي) أن هناك حوالي 2400 سجينـ بمن بينهم نساء وأطفال في سجن حلب المركزي، حيث يتعمد الحراس منع الدواء والغذاء عنهم بحسب السجناء ومتحدث باسم مركز توثيق الإنتهاكات في دمشق.
وقال محمد المسجون في سجن حلب المركزي لـ"ميدل إيست آي" إنه اشترى جهاز الهاتف من أحد حراس السجن وطلب الإشارة إليه باسمه الأول فقط: "الموت يحاصرنا وكذلك الخوف والجوع والبرد والمرض والظلام والمصير المجهول".
وتذكر معدة التقرير دانيا العقاد أن من الصعب التحقق مما قاله محمد بشكل مستقل، إلا أن هناك ما يدعمه في تقرير لمركز توثيق الإنتهاكات عن السجن، والذي يعتزم نشره هذا الأسبوع ويدعمه أيضا كلام مسؤول أممي طلب عدم ذكر اسمه.
ويعيش ما يقدر بـ 250 ألف سوري تحت الحصار حيث قطع عنهم الكهرباء والغذاء والدواء لأكثر من عام ونصف بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشيونال) نشر في آذار/ مارس.
ومعظم حالات الحصار تقوم بها قوات النظام ولكن هناك قريتين على الأقل تحاصرهما قوات الثوار، بحسب التقرير.
ورغم قرار مجلس الأمن في شباط/ فبراير، والذي دعا إلى إنهاء محاصرة المناطق قال الأمين العام بان كي مون في تقرير للمجلس بتاريخ 23 آذار/ مارس أنه لم يتم التوصل إلى هدنات جديدة منذ التصويت على القرار وإنه تم خرق اتفاقيات الهدنة الموجودة.
وتعكس التقارير الواردة من السجن صورة سوداوية لمعركة لا منتصر فيها، في وقت تدخل فيه البلاد السنة الرابعة من الحرب الأهلية.
فمنذ شهر نيسان/ إبريل 2013 تحاصر جبهة النصرة وأحرار الشام السجن المشيّد من الإسمنت في محاولة منهما لإطلاق سراح السجناء، والذين سجن كثير منهم قبل بدء الحرب الأهلية وأتم كثير منهم محكوميته بحسب السجين السابق ماهر اصبار.
وقام الهلال الأحمر السوري خلال العام المنصرم بإيصال الغذاء والدواء بحسب تصريح لفيفيان تومه المنسق الإعلامي للهلال الأحمر السوري.
ولكن بحسب اصبار ومحمد يقوم ضباط الشرطة والجيش بمنع وصول إمدادات الهلال الأحمر للسجناء، وكان بإمكان بعض السجناء الحصول على بعض الغذاء والدواء بقيام عائلاتهم بدفع ثمنها لعائلات حراس السجن حيث يصل ثمن كيلو الأرز 15000 ليرة (ما يعادل 103 دولار) وكيلو السكر بـ 20000 ليرة (ما يعادل 138 دولار).
وقال محمد إن 800 سجينا تركوا ليموتوا في غرف وحدهم بسبب الجوع أو عضة الجليد أو السل أو أمراض أقل خطورة مثل الإسهال أو الالتهابات المعوية، ثم دفنوا في ساحة السجن الشرقية التي تحولت إلى مقبرة مؤقتة.
يقول نيل ساموندز الباحث المختص بسوريا ولبنان والأردن في منظمة العفو الدولية إن التجويع أصبح سلاحا تتعمد الحكومة السورية استخدامه: "إنه أسهل وأرخص طريقة لمحاربة شعب كامل دون تمييز".
ويقول اصبار إنه أصبح وسيطا في مفاوضات إنهاء الحصار ولكن الاتصالات التي كانت بينه وبين مكتب الأخضر الإبراهيمي لتسهيل المفاوضات بين الحكومة والثوار توقفت قبل شهر، فبعد أن سيطرت القوات الحكومية على يبرود في 18 آذار/ مارس علم إصبار أن الحكومة السورية لم تعد معنية بالمفاوضات.
ولكن وبحسب اصبار ومحمد فإن الـ 300 شرطي وعسكري في السجن والذين يأتي معظمهم من قرى في شمال
سوريا سيطر عليها الثوار الأسبوع الماضي يريدون إنهاء الأزمة ونصفهم مصابون.
يقول فرحان حق نائب المتحدث باسم السكرتير العام للأمم المتحدة، والذي كان على اتصال بفريق الإبراهيمي إن الممثل الخاص المشترك لعب دورا مهما في الوساطة للتوصل إلى هدنة في أكثر من منطقة في سوريا، لكنه لم يشارك في مفاوضات سجن حلب. أما الحكومة السورية فلم تستجب لطلبنا بالتعليق.