علقت صحيفة "كريستيان سيانس مونيتور" الأمريكية على عمليات الجيش السوري بمساعدة من
حزب الله وقالت في تقرير لمراسلها نيكولاس بلانفورد في بيروت إن سقوط يبرود بات قريبا، ولكن السيطرة على اقليم
القلمون الجبلي لن يكون بإمكان حزب الله ولا النظام تحقيقه.
ويبدأ التقرير بمشهد من ساحة المعركة حيث يراقب مقاتل من حزب الله صورا بالأسود والأبيض من كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء (للرؤية الليلية) لمجموعة من المقاتلين يظن أنهم من جبهة النصرة يسيرون ليلا. وبعد دقائق يأمر المراقب بالتفجير وتملأ صورة التفجير الشاشة ويختفي المقاتلون خلف غيمة من الدخان ويسمع الصوت في غرفة العمليات بعد عدة ثواني.
ويقول أن هذا الكمين كان على الطريق الذي يستخدمه المقاتلون للدخول من
لبنان إلى
سوريا في المنطقة التي يقود فيها حزب الله عملية تهدف إلى السيطرة على جبال القلمون.
ويذكر المراسل أن القتال يتركز حول مدينة يبرود وأكبر البلدات في شمال القلمون.
وتعاني المدينة منذ أسابيع من قصف قوات النظام والبراميل المتفجرة وقد سيطر حزب الله على المناطق المعزولة.
ويخبره أحد مقاتلي حزب الله والذي يدعو نفسه أبو جمال بأن الحزب يسيطر على أطراف المدينة ويضيف: "نستطيع أن نرى العدو كما أراك"، وقد عاد أبو جمال من الجبهة قبل أسبوع.
وكان نظام الأسد قد بدأ هجومة على القلمون في منتصف تشرين ثاني / نوفمبر لتأمين الطريق الذي يربط دمشق بساحل البحر الأبيض وسقطت ثلاث بلدات بيد النظام وبقيت يبرود وهي الأكبر.
وتقع هذه المدينة بالقرب من مدينة عرسال السنية في لبنان حيث يحظى الثوار بتأييد كبير وتستخدم الطرق بين البلدين لهروب المدنيين من منطقة المعارك كما تعتبر الطرق خط إمدادات مهم للثوار.
ويضيف أبو جمال: "ليس هناك أوامر باجتياح يبرود وما نفعله هو المراقبة والقنص".
وتقول مونتيور أنه يمكن سماع طائرات المراقبة التابعة لحزب الله في الأجواء ويستخدم مقاتلو حزب الله كاميرات مراقبة متطورة بعيدة المدى وأسلحة ثقيلة استلمها من النظام السوري بما في ذلك صواريخ قصيرة المدى مطورة لحمل براميل متفجرة تستطيع هدم بناية في ضربة واحدة أحيانا.
وبحسب أبو جمال فإن مقاتلي حزب الله يستخدمون الدبابات والمدافع الرباعية المضادة للطائرات.
ويضيف أنه رغم تطور الأسلحة التي يستخدمها الحزب إلا أنه يحاول السيطرة على يبرود ببطء كي لا تتكرر الخسائر التي تكبدها خلال احتلاله للقصير التي فر سكانها منها ولا تزال تحت سيطرة الحزب يتدرب فيها على
حرب المدن.
ومقارنة مع القصير يقول المراسل أنه "سيكون من الصعب على جيش النظام تأمين القلمون كما فعل في القصير".
وينقل عن دبلوماسي غربي في بيروت على اطلاع جيد بالوضع في سوريا قوله: "المشكلة أن حملة حزب الله الهجومية في القلمون ستضيع إذا لم يتم القضاء على قواعد الثوار الرئيسية حول عرسال ولا يملك النظام السوري ولا حزب الله الطاقة البشرية لتأمين جبال القلمون بعد إخضاع يبرود لكن أي محاولة للسيطرة على عرسال أو أي مناطق سنية في البقاع من طرف الجيش اللبناني مدعوما بحزب الله ستخلق شرخا طائفيا أكبر وصراعا في لبنان".