يصل رئيس الحكومة
التونسية مهدي جمعة الأحد إلى تونس بعد زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ الاثنين 31 نيسان/ إبريل الجاري.
ولا تختلف هذه الزيارة عن سابقاتها إلى دول الخليج فجمعة غادر ومعه ملف دعم تونس اقتصاديا وسياسيا وأمنيا في ما تبقى من المدة الانتقالية ومحو مخلفات اقتحام السفارة الأمريكية بتونس سنة 2012.
من جهته يرى رئيس حزب التيار الديمقراطي محمد عبو أن النقطة الأهم خلال الزيارة هي السعي إلى جلب الاستثمارات الأمريكية إلى تونس والحصول على مساعدات تقنية متطورة تساعد على مكافحة
الإرهاب. كما أكد عبو في تصريحه لـ"عربي21" على ضرورة تحسين صورة تونس في الخارج خاصة بعد تنامي مستويات العنف ومغادرة العديد من رؤوس الأموال.
أما الخبير في العلاقات التونسية الأمريكية ومدير مركز الإسلام والديمقراطية في واشنطن رضوان المصمودي فقدّر في حديث لـ"عربي 21" حجم المساعدات التي من الممكن أن تحصل عليها تونس بعد هذه الزيارة بأموال تتراوح قيمتها بين 100 و200 مليون دولار، كما توقع أن تقدم أمريكا ضمانات تساعد تونس على الاقتراض من المؤسسات الدولية المانحة بفوائد منخفضة، تراعي هشاشة الوضع المالي التونسي.
كما بدّد المصمودي أيضا المخاوف من أن تفرض المفاوضات شروط ترهن
الاقتصادي الوطني معللا ذلك بأن الشروط التي يطرحها البنك الدولي قديمة وتتعلق بمراجعة بعض الإجراءات الإدارية والقوانين المعطلة للاستثمار، "وهي مطالب غير قابلة للتطبيق حاليا" وفق تعبير المصمودي.
ودعا بعض المهتمون بالشأن الوطني التونسي جمعة إلى توخي الحذر أثناء التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية لما يمكن أن تفرضه من شروط ترهن الاقتصاد الوطني كمقابل دعم تونس.
وتصدر ملف الأمن مرتبة مهمة في النقاشات مع المسؤولين الأمريكيين حيث توافقت نتائج الزيارة مع كان قد ذهب إليه المصمودي بأن مكافحة الإرهاب أولوية بالنسبة للبلدين ومن هذا المنطلق ستوضع خطط مشتركة لمزيد التنسيق في اتجاه القطع مع هذه الظاهرة. أما النقطة المهمة حاليا فهي كيفية دعم الاقتصاد بالمساعدات والتغطية على عجز قيمته 5 مليار دولار بحسب ما جاء في حديث المصمودي.
وللإشارة فإن تونس حصلت على مساعدة أمريكية قيمتها 400 مليون دينار سنة 2011. ونشرت وسائل إعلام محلية أيضا خبرا مفاده حصول تونس على منح للدراسة في الجامعات الأمريكية قيمتها 20 مليون دولار، سيستفيد منها قرابة 400 طالب تونسي.
من ناحية أخرى أعلنت الولايات المتحدة إلغاء تحذيرها لرعايا من السفر إلى تونس قبيل بداية زيارة جمعة ، كانت قد أقرته في 15 سبتمبر/ أيلول 2012 مباشرة بعد اقتحام السفارة الأمريكية في تونس من طرف مجموعة من المتشددين دينيا، معتبرة في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على صفحتها الرسمية بالفاسبوك أن الوضع الحالي في تونس لا يستدعي التمديد في التحذير.
كما أقرت الولايات المتحدة الأمريكية منح تونس ضمان قرض بقيمة 500 مليون دولار يمكنها من الحصول على قروض مالية عالمية بنسبة فائدة ميسرة وفق خبر أصدرته وكالة تونس إفريقيا الرسمية.
كما جدد أوباما دعم بلاده للجهود المبذولة في سبيل النهوض بالاقتصاد التونسي وترسيخ مقومات الديمقراطية خلال تصريح مشترك مع رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة قبيل لقائهما في البيت الأبيض حضور نائب الرئيس الأمريكي جو بادين.
وجاء أيضا في حديث أوباما خلال اللقاء الصحفي أن رئيس الحكومة مهدي جمعة أمامه الكثير من العمل من أجل تنظيم الانتخابات القادمة ودفع عجلة الاقتصاد ومواصلة الإصلاحات السياسية التي تمّ الشروع فيها.