حذر وزير الحرب الإسرائيلي موشيه
يعلون، الأربعاء، رئيس النظام السوري، بشار
الأسد، من أنه سيدفع الثمن باهظا إذا "ما استمر بالتعاون مع جهات معادية لإسرائيل"، وذلك على خلفية إصابة أربعة جنود إسرائيليين، الثلاثاء، عند الحدود مع
سوريا.
وبعد أن أشار إلى أن "إسرائيل تنظر إلى الأسد على أنه الشخص المسؤول عن ما يجري في الأراضي الخاضعة له"، قال يعلون: "إذا ما استمر (الأسد) في التعاون مع إرهابيين يسعون للمس بإسرائيل فإنه سيدفع ثمنا باهظا سيندم عليه".
وأضاف يعلون في التصريح الذي نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الأربعاء، "سنواصل التصرف بشكل مسؤول للحفاظ على أمن مواطني إسرائيل".
وجاء تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بعد أن شن جيشه خلال الساعات الماضية، عدة غارات استهدفت مواقع تابعة للجيش والأجهزة الأمنية السورية، "رداً على إصابة أربعة من جنود الجيش الإسرائيلي"، إثر تعرض دورية عسكرية لانفجار عبوة ناسفة بمحاذاة الحدود السورية شمالي هضبة الجولان (الذي تحتل إسرائيل ثلثي مساحته منذ 1967).
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صباح الأربعاء، "أغار الجيش الإسرائيلي واستهدف عدة مواقع تابعة للجيش السوري وأجهزته الأمنية، التي ساعدت في تنفيذ العملية الإرهابية التي استهدفت قواتنا في الجولان".
وأضاف أن "المواقع التي ضربها الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري، مقرات وبطاريات مدفعية تابعة للجيش السوري، بالإضافة إلى موقع تدريب للجيش السوري".
وتابع أدرعي أن "الجيش الإسرائيلي يحفظ لنفسه الحق بالتحرك في الطريقة والتوقيت التي يراها مناسبة لحماية مواطني دولة إسرائيل".
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن انفجار الجولان، إلا أنه تكرر خلال الأشهر الماضية سقوط قذائف هاون وقذائف صاروخية على هضبة الجولان السورية، قُدرت في الجانب الإسرائيلي على أنها سقطت بالخطأ، جراء المعارك الدائرة بين النظام السوري والمعارضة في المنطقة الحدودية.
الغارات الإسرائيلية
وشنت إسرائيل، الأربعاء، غارات جوية على مواقع عسكرية سورية ردا على تفجير عبوة ناسفة على طريق أدى إلى إصابة أربعة من جنود الجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة.
وبإعلانها عن الغارات بدا أن أسرائيل تعتزم توصيل رسالة ردع للرئيس السوري بشار الأسد. وكانت إسرائيل قد لزمت الصمت إزاء هجماتها في وقت سابق على قافلة أسلحة من سوريا يعتقد أنها كانت متجهة إلى حزب الله اللبناني.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع لحكومته إن الجيش الإسرائيلي هاجم أهدافا في الأراضي السورية.
وأضاف أن "هذه الأهداف هي عناصر سورية ليست مسموحة فقط لكنها تعاونت أيضا في مهاجمة قواتنا.. سياستنا واضحة للغاية.. نؤذي من يؤذينا ونتصدى بقدر استطاعتنا لنقل السلاح في البحر والجو والبر.. ويتطلب الأمر منا القيام بعمليات هجومية بين حين وآخر كما فعلنا للتو من أجل تأكيد الهدوء.. هذه السياسة الصارمة هي السبب في حفظ أمن إسرائيل وأمن مواطنيها، وتفسر لماذا إسرائيل هي الأكثر استقرارا وانفتاحا فيما يتعلق بالشرق الأوسط الذي يعاني من اضطراب هائل".
ولم يشر التلفزيون الرسمي السوري للغارات الجوية الإسرائيلية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات اسرائيلية ضربت "عدة مواقع استراتيجية للجيش السوري" وأسقطت قتلى.
وجاء الهجوم بعد أقل من شهر على اتهام حزب الله إسرائيل بشن غارة جوية على أحد معاقله على الحدود اللبنانية السورية وتعهده بالرد.
وعلى الرغم من ارتياب إسرائيل في تورط حزب الله في هجوم الثلاثاء، فإن قادتها لم يتهموا مقاتلي الحزب مباشرة بارتكاب الهجوم.
وتخضع أجزاء من الجانب الذي تسيطر عليه سوريا في الجولان لسيطرة قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد، وتشمل مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة. وتقول إسرائيل إن حزب الله اللبناني الذي يساعد الأسد في معركته ضد قوات المعارضة متواجد بالجولان.
وكانت إسرائيل قد احتلت الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها فيما بعد في خطوة لم يعترف بها دوليا.
سقوط قذيفة هاون قرب منزل الأسد
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية الموالية للأسد "سانا" أن قذيفة هاون أطلقتها المعارضة سقطت بالقرب من حديقة الجاحظ دون أن تشير إلى قرب موقعها من منزل الأسد أو تحدد الحي الذي تقع فيه.
وسقطت القذيفة الأربعاء، في حي المالكي الراقي وسط العاصمة دمشق، الذي يقع فيه المنزل الشخصي لرئيس النظام بشار الأسد، ما أدى لسقوط تسعة جرحى، بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة نفسها، عن مصدر في قيادة الشرطة، لم تسمّه، قوله إن "9 مواطنين أصيبوا بجروح جراء اعتداء بقذيفة هاون أطلقها إرهابيون وسقطت بالقرب من حديقة الجاحظ بدمشق".
وأوضح المصدر أن القذيفة سقطت في الشارع العام قرب الحديقة ما أدى إلى إصابة المواطنين وإلحاق أضرار مادية بسيارتين.
وتقع حديقة الجاحظ في حي المالكي بدمشق الذي يضم منزل الأسد الشخصي ومكتبه، وعدداً كبيراً من السفارات العربية والأجنبية ومنازل دبلوماسيين فيها.
غير أن الوكالة لم تشر إلى اسم الحي الذي تقع فيه حديقة الجاحظ أو قربها من منزل الأسد.
ولم تتبنَّ أية جهة مسؤوليتها عن إطلاق قذيفة الهاون على الحي المذكور.
تجميد عمل سفارتي النظام في كل من السعودية والكويت
وفي سياق متصل، أعلنت كل السعودية والكويت تجميد عمل
السفارة السورية على أرضهما، الأربعاء، فيما اعتبر دبلوماسي سوري سابق، أن توقيت تجميد عمل سفارتي النظام في كل من السعودية والكويت يأتي كخطوة استباقية قبل
الانتخابات الرئاسية المقررة في تموز/ يوليو المقبل.
وقال خالد الأيوبي القائم بأعمال السفارة السورية في لندن قبل أن ينشق عن النظام عام 2012، إن إغلاق السفارتين في كل من السعودية والكويت يأتي في سياق تحضير النظام السوري للانتخابات الرئاسية مع نهاية ولاية بشار الأسد تموز/ يوليو المقبل، خاصة أن هاتين الدولتين تضمان مئات الآلاف من السوريين المقيمين فيهما.
وأعلنت الخارجية السورية، قبل يومين، عن تكليف سفارتيها في المنامة بمتابعة شؤون المواطنين السوريين المقيمين في المملكة العربية السعودية وإنجاز كافة معاملاتهم، وفي أبو ظبي لإنجاز معاملات السوريين في الكويت، دون أن تشير صراحة إلى قرار بإغلاق السفارتين في السعودية والكويت.
وكانت الخارجية أعلنت، خلال السنتين الماضيتين، عن تكليفات مماثلة مع انشقاق عدد من دبلوماسييها في سفاراتها بعدد من الدول أو إغلاق تلك السفارات في الدول التي لا تجمع قياداتها علاقات طيبة مع نظام الأسد.
وأشار الأيوبي إلى أن النظام السوري يحاول ترتيب الانتخابات الرئاسية لصالحه تحسبا لأي طارئ من فرض إشراف دولي عليها على الرغم من استبعاد هذه الخطوة، ومن هذا يعمل على تجفيف أي مصدر محتمل من مصادر الأصوات المعارضة له.
واستدرك بالقول إن معارضي الأسد لن يسافروا من السعودية إلى المنامة أو من الكويت لأبو ظبي للإدلاء بصوتهم في الانتخابات خاصة أنهم يعرفون أنها "ستزور في النهاية"، على حد قوله.
ولفت الدبلوماسي السابق إلى أن أسباب إغلاق بعض السفارات يعود أيضاً إلى رفض النظام تجديد مهام الدبلوماسيين الموجودين فيها مع انتهاء مدة تلك المهام، أو لرفض السلطات في الدول الموجودة فيها إعطاء سمات دخول لبدلائهم.
أميركا توقف عمليات سفارة سوريا
وفي السياق ذاته، أوقفت الولايات المتحدة الثلاثاء عمليات سفارة سوريا في واشنطن وقنصليتيها في ميشيجان وتكساس وطلبت من الدبلوماسيين وطاقم العاملين من غير الأمريكيين أو الذين لديهم إقامة دائمة مغادرة البلاد.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إنه في حين أن أنشطة سفارة سوريا وقنصليتيها ستتأثر، إلا أن القرار لا يعني أن الولايات المتحدة تقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق على الرغم من فشل مبادرات سلمية لإنهاء الحرب التي تعصف بسوريا منذ ثلاث سنوات.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، دانييل روبنشتاين، إن الرئيس السوري بشار الأسد رفض التنحي وهو مسؤول عن فظائع ارتكبت ضد السوريين.
وأضاف روبنشتاين -الذي أعلنت الخارجية الأمريكية تعيينه الاثنين- قائلا في بيان له: "قررنا أن من غير المقبول لأفراد عينهم ذلك النظام القيام بعمليات دبلوماسية أو قنصلية في الولايات المتحدة."
وتابع قائلا "لذا أبلغت الولايات المتحدة الحكومة السورية اليوم بأنه يتعين عليها على الفور وقف عمليات سفارتها في واشنطن (دي.سي.) وقنصليتيها في تروي بولاية ميشيجان وهيوستون في ولاية تكساس".
وأعلنت سوريا في العاشر من آذار/ مارس أنها ستتوقف عن تقديم خدمات قنصلية في الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن قرار تعليق الأنشطة يعني أن العاملين بالسفارة السورية لم يعودوا يتمتعون بوضع دبلوماسي في الولايات المتحدة. وأضافت أن أقل من 12 من العاملين بالسفارة سيتأثرون بالقرار.
وقالت ساكي إن أمام الدبلوماسيين السوريين وأسرهم مهلة تنتهي في 31 آذار/ مارس لمغادرة الولايات المتحدة في حين أن العاملين الإداريين سيكون أمامهم حتى الثلاثين من نيسان/ أبريل لإغلاق البعثة. وكان سفير سوريا في واشنطن قد غادر الولايات المتحدة في 2011.
والولايات المتحدة ليس لها سفير في سوريا. وغادر السفير السابق روبرت فورد البلاد في 2011 بعد أن تلقت الولايات المتحدة "تهديدات يعتد بها ضد سلامة موظفيها في سوريا" حسبما قالت وزارة الخارجية الأمريكي آنذاك.
وتترقب سوريا انتخابات رئاسية عقب انتهاء المدة الرئاسية لبشار الأسد في تموز/ يوليو المقبل وسط توقعات وتأكيدات من مسؤولين بالنظام السوري بترشح الأسد لولاية جديدة.
وكان الأسد صرح في حوارات سابقة له مع وسائل إعلامية أنه لن يتردد للترشح في حال أراده الشعب السوري، أما إذا شعر بعكس ذلك فإنه لن يترشح.
ولم يعلن حتى اليوم أي أحد نيته الترشح للانتخابات المقبلة في مواجهة الأسد، في حال ترشحه، في حين أن المعارضة السورية، تعتبر أن "لا شرعية لانتخابات يخطط النظام لإقامتها ونصف الشعب السوري نازح أو لاجئ داخل البلاد وخارجها"، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين في الائتلاف.
السيطرة على سجن درعا
عسكريا، أعلن "لواء درع أسود السنة" التابع للجيش السوري الحر المعارض للنظام السوري، الأربعاء، عن اقتحام سجن درعا المركزي وإطلاق سراح السجناء فيه.
وقال قائد ميداني في "لواء درع أسود السنة" في شريط مصور نشر على موقع "يوتيوب" من أمام السجن إن "الجيش الحر بكافة ألويته بالإضافة إلى لواء درع أسود السنة تمكن من تحرير سجن درعا المركزي".
وظهرت في الفيديو راية "لواء درع أسود السنة" تعتلي المبنى.
وكان الجيش السوري أعلن في وقت سابق، الأربعاء، أن محيط مدينة القنيطرة جنوب غرب سوريا تعرّض لقصف إسرائيلي "تزامنا مع هجوم أعداد من المسلحين من الجهة الجنوبية (الأردن) على السجن المركزي في مدينة درعا".
إعادة فتح طريق حدودي لبناني - سوري
وفي سياق منفصل، أعاد الجيش اللبناني الأربعاء فتح طريق يربط بين بلدتين بالقرب من الحدود السورية في مسعى لتهدئة توترات طائفية تفاقمت بسبب الحرب الدائرة في سوريا.
وقام سكان شيعة من بلدة اللبوة في سهل البقاع -وهي معقل قوي لتأييد حزب الله اللبناني- بوضع حواجز رملية في مطلع الأسبوع لقطع الطريق عن بلدة عرسال التي تقطنها غالبية سنية وعزلها عن باقي الأراضي اللبنانية.
وفرض الحصار بعد أيام من تعرض بلدة اللبوة إلى هجوم صاروخي ألقى السكان مسؤوليته على مقاتلين سنة من المعارضة السورية فروا عبر الحدود اللبنانية إلى عرسال عقب هجوم للجيش السوري.
وتستضيف بلدة عرسال الآلاف من اللاجئين السوريين.