قال مدير وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطنيين (الاونروا) فيليبو غراندي ان سكان
مخيم اليرموك المحاصر في جنوب دمشق باتوا "كالاشباح"، داعيا الى توفير دخول دائم للمساعدات اليهم.
وعرض غراندي امام صحافيين في بيروت، للوضع الراهن في المخيم الذي تحاصره القوات النظامية السورية منذ اشهر، والذي دخلته كميات قليلة من المساعدات التي قلما تكفي لسد حاجات 18 الف شخص مقيمين فيه.
وقال غراندي ان سكان المخيم "باتوا كالاشباح" الخارجين للحصول على المساعدة، وذلك غداة زيارته احدى نقاط التوزيع على مدخل المخيم الاثنين.
اضاف "هؤلاء اشخاص لم يخرجوا من هناك"، مضيفا الى انهم "محتجزون (في المخيم) بلا غذاء او ادوية او مياه صالحة للاستعمال... كل الحاجات الاساسية. هم ايضا يعانون من خوف كبير بسبب المعارك".
وفرضت القوات النظامية السورية حصارا خانقا منذ حزيران/يونيو الماضي على المخيم.
وفي 16 شباط/فبراير، افاد مسؤول فلسطيني في دمشق لوكالة فرانس برس ان غالبية المسلحين انسحبوا من المخيم اثر اتفاق مع الفصائل الفلسطينية.
وقال غراندي الثلاثاء ان الجزء الذي زاره امس بدا "كمدينة أشباح (...) الدمار لا يصدق. لا يوجد مبنى الا وقد تحول الى هيكل فارغ" من سكانه.واوضح ان "وضع السكان الباقين يسبب صدمة اكبر"، مشيرا الى ان هؤلاء "بالكاد في امكانهم التحدث".
وقال انه حاول تبادل اطراف الحديث مع بعضهم "ورووا جميعهم قصصا مماثلة عن الحرمان التام".
وحذرت الاونروا خلال الاشهر الماضية بشكل متكرر من الازمة الانسانية المتفاقمة في اليرموك والتي ادت الى وفاة العشرات جراء الجوع ونقص الادوية، داعية الى السماح بالدخول الدوري للمساعدات الى المخيم الذي كان يقطنه 160 الف فلسطيني والعديد من السوريين، قبل اندلاع الازمة منتصف آذار/مارس 2011.
وتمكنت الوكالة في 18 كانون الثاني/يناير من ادخال مساعدات غذائية بعد اتفاق مع السلطات السورية، الا ان هذه العملية توقفت في الثامن في شباط/فبراير، ولم تتمكن الوكالة منذ ذلك الحين من ادخال مساعدات.وامل غراندي في ان يتيح قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر السبت بالاجماع، والمتعلق بادخال المساعدات وفك الحصار عن المناطق السورية، بالضغط لتأمين ادخال المزيد من المساعدات الى اليرموك.
ورأى المسؤول الدولي ان القرار الذي اتخذ بالاجماع "هو اقوى من اي اداة امتلكناها من قبل في
سوريا"، الا انه اعتبر ان تطبيقه على الارض قد لا يكون سهلا قائلا "لم يقرأ القرار كل الاشخاص الذين يتخذون القرار في شكل يومي حول السماح بالدخول من عدمه".
اضاف "من المهم ان تصل الرسالة من صانعي القرار في سوريا... الى القادة على الارض من الطرفين".وتحاصر القوات النظامية مناطق عدة واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، لا سيما احياء حمص القديمة ومناطق قرب دمشق.ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية في ريف حلب.