قال الكاتب
الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي إن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الغرب التي تتجرأ على تعريف نفسها بحسب معايير عِرقية ودينية.
وأضاف ليفي مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأحد، ساخراً: "إن هذا الخطاب يمكن أن يوجد في الغرب في الأماكن المظلمة فقط: في أقبية شرب الجعة، وفي مقرات عمل المنظمات غير الشرعية، واليمين المتطرف وحده والفاشي والقومي والنازي الجديد هو الذي يتجرأ على التحدث به".
وتابع "ولا يتجرأ سوى حليقي الرؤوس على الحديث عن طهارة العرق وعن تعريف دولتهم على حسب معايير العرق والدين والدم والعنصر والشعب. ولا يتجرأ أحد على أن يقول بصوت جهير: فرنسا للفرنسيين، وأمريكا أمريكية، وألمانيا دولة المانية، أو ايطاليا كاثوليكية. والذي يتجرأ على فعل ذلك يعتبر غير ذي شرعية. فهذه الدول ديمقراطيات لكل مواطنيها وحُددت طبيعتها بحسب عناصر سكانها. ويعيش فيها جميعا أقليات أخذت تكبر في عصر العولمة والهجرة ولم يعد أحد يتحدث عن دولة قومية أو عن دين أو عن دم".
وأشار ليفي إلى أن هذا الخطاب هو الأبرز في إسرائيل، وهو ذو شرعية بل إنه ""صهيوني".
ففي إسرائيل فقط تُعرف الحقوق وطبيعة الدولة بحسب الأصل بأن تكون الجدة الكبرى يهودية مثلا، وليذهب أبناء الأقليات إلى الجحيم الذين هم في أكثرهم في إسرائيل من أبناء هذه البلاد. وأصبح هذا الخطاب الآن أيضا شرطا أساسيا للتقدم في التفاوض السياسي. وليس هو بطبيعة الأمر أكثر من ذريعة رخيصة ودفع آخر لعصا في العجلات كي لا تتقدم نحو التسوية السلمية، لكن أعراض المرض داخلية وخبيثة وهي مركوزة عميقا في الـ دي.إن.إي الإسرائيلي بحسب ليفي.
ونوه إلى أن "إسرائيل تعود إلى عصر الغيتو (الأحياء اليهودية في أوروبا)، وهي تبني في هذه المرة لنفسها وبيديها محبسها الجديد".
وقال ليفي إن اليهود الجدد الإسرائيليون يتبنون طرق عمل الألمان النازيين ومعايير أحكامهم. وهم يفحصون عن أصل الدم ثم يُدخلونهم في الغيتو.
وتابع" "أصبح كل إسرائيلي يقول: دولة يهودية؛ ونشك في أن يكون هذا الإنسان يعرف ما القصد من ذلك. أهي دولة شريعة يهودية؟ أهي دولة حكم ديني؟ من غير زواج مدني ونقل عام يوم السبت ومع صلاة المزوزة في كل باب تقريبا – إنها دولة يهودية، فهل تكون غير يهودية دون كل ذلك؟".
وختم ليفي مقالة بأن طبيعة دولة إسرائيل ستحدد بطرق أخرى، فليس الدم الجاري في عروق سكانها هو الذي سيحددها بل نظام حكمها وثقافتها ومجتمعها. إن العربي من الطيبة إسرائيلي بقدر لا يقل عن "إبن سبط منشه" من حدود بورما جيء به إلى كريات اربع.
وابن اللاجئين الأفارقة الذي ولد هنا وترعرع وتربى في إسرائيل، وأصبحت اللغة العبرية لغته وإيال غولان مطربه وبوعيل تل أبيب فريقه الرياضي – هو إسرائيلي بقدر لا يقل عن والد صغير السن في "عطيرت كوهنيم".