كشفت الإذاعة
الإسرائيلية، الثلاثاء، النقاب عن الدور الذي تلعبه سلطات الانقلاب
المصرية في تقليص قدرة الفلسطينيين في
غزة على مقاومة الاحتلال، من خلال تدشينها منطقة عازلة على طول الحدود بين مصر والقطاع.
ونقلت الإذاعة عن مصادر في الهيئة قولها، إن "الخطوة التي أقدم عليها
الجيش المصري تهدف إلى تقليص قدرة المقاومة الفلسطينية على تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة".
وأبدت هيئة أركان جيش الاحتلال ارتياحا شديدا لتوجه الجيش المصري لتدشين المنطقة العازلة.
وأكدت المصادر أن الإجراء المصري يسهم إلى حد كبير في تجفيف منابع حركة حماس، ويخفض حجم ونوعية ما لديها من سلاح وصواريخ في مخازنها، ما يقلص هامش المناورة أمامها في المواجهات التي يمكن أن تندلع بينها وبين إسرائيل.
وأكدت أن "هناك تنسيقا عسكريا واستخباراتيا يتم على مدار الساعة بين إسرائيل ونظام حكم الجنرالات"، مشيرة إلى أن رئيس قسم الدائرة السياسية في وزارة الحرب الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد يعتبر "ضيفاً دائماً" لدى الجنرالات المصريين.
ويذكر أن جلعاد، الذي تولى منصب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، يعتبر من أكثر الجنرالات تطرفا، وأوضحهم في تبني التوجهات العنصرية تجاه العرب.
ومن ناحيته أكد يوسي بن أهارون، السكرتير الأسبق للحكومة الإسرائيلية، وكبير مستشاري رئيس الحكومة الأسبق، إسحاق شامير، أن الجيش المصري قدم خدمة إستراتيجية كبيرة عندما انقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، الثلاثاء، قال بن أهارون إنه "بات في حكم المؤكد أنه لو استمر حكم مرسي، فأنه سيسمح للتنظيمات الجهادية بتحويل سيناء إلى ساحة انطلاق لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل".
وتبنى بن أهارون ما توصلت إليه العديد من الدراسات الإسرائيلية التي صدرت مؤخرا، والتي أكدت أنه "لو ظل حكم مرسي لألغت مصر اتفاقية كامب ديفيد، التي تعتبر أحد أعمدة الأمن القومي الإسرائيلي".
واعتبر بن أهارون أن العبرة التي يتوجب على إسرائيل استخلاصها من فترة حكم مرسي القصيرة هو "ألا تسمح بقيام دولة فلسطينية"، على اعتبار أن مثل هذه الدولة يمكن أن تشكل ساحة متقدمة لأي طرف قد يخطط في المستقبل للاعتداء على الإسرائيليين.
من ناحيته اعتبر المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار، أن تعزيز التعاون الأمني والاستخباري بين إسرائيل وحكم السيسي، هو الرد الطبيعي على تهديد التنظيمات الجهادية داخل سيناء.
وفي مقال على صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الاثنين، قال كيدار إن "السيسي ونتنياهو في مركب واحد وفي حرب مشتركة ضد الجهاد العالمي"، مشيرا إلى أنه "لو لم يتحرك السيسي للقضاء على الجهاديين، فإنهم سيقضون عليه".
ومن أجل إبراز القاسم المشترك بين السيسي وإسرائيل، قال كيدار إن "الجهاديين لم يعودوا في تورا بورا بأفغانستان.. إنهم باتوا بالقرب منا، على مسافة أربع ساعات سفر من تل أبيب وثماني ساعات من قصر الرئاسة في القاهرة" أثناء حكم مرسي.
وهاجم كيدار البدو في سيناء، متهما إياهم بأنهم منحوا ملجأ للجهاديين من كل أنحاء العالم، مدّعيا أن مصر "دولة جهاد" أقيمت عمليا في شبه جزيرة سيناء.