قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن عائلات الشبان المسلمين البريطانيين بدأت تتعاون مع الشرطة وتخبرها عن نشاطات أبنائها وخططهم للسفر إلى
سوريا، وتفضل هذه العائلات سجن أبنائها على مشاركتهم في
القتال وموتهم.
ونقلت الصحيفة عن كريسدا ديك، المساعدة لشرطة لندن قولها إن العائلات القلقة على مصير أبنائها -الذين يذهبون، أو يخططون الذهاب لسوريا والقتال هناك، خاصة مع الجماعات الجهادية- تقدم للشرطة معلومات كثيرة.
وقالت إن "أجهزة مكافحة
الإرهاب كان ينظر إليها قبل 10 أعوام باعتبارها أجهزة تمارس عملها من خلال أشخاص مفتولي العضلات وبالقوة"، ولكن مدخل الاجهزة الآن للعمليات بات أقل تركيزا على القوة بل واللين، خاصة عندما يتم التعاون مع عائلات أشخاص سافروا للقتال في سوريا.
وقالت ديك إن القوى "تحاول قدر الإمكان أن تكون متناغمة مع المجتمعات التي تتعامل معها وتخدمها".
وأكدت ديك أن "أجهزة الأمن تحصل على دعم كبير من العائلات التي تتصل بنا وتعبر عن قلقها عن ابن، أو أخ، أو أخت، أو صديق، وبالتأكيد يقدمون معلومات أمنية أخرى".
وأضافت ديك "لقد حصلنا بالتأكيد على معلومات كثيرة، وهناك الكثير من العائلات القلقة تتصل بنا، ومن جهتنا نعمل بشكل نشط معهم، ونعمل على زيادة نسبة الأشخاص الذين يتصلون، وتكون أمورا معقدة خاصة إن انتهت باعتقال أحباء".
وتقول الصحيفة إن تحسن العلاقات بين العائلات وأجهزة مكافحة الإرهاب لها علاقة بظهور قيادات من النساء في هذه الأجهزة بعد أن كان ينظر إليها كمؤسسات يقودها رجال.
وتابعت ديك أن هناك زيادة في عمليات القبض على مشتبه بعلاقتهم بالإرهاب، لكن هناك تراجع في حالات وقف أشخاص وتفتيشهم، وقلت العمليات التي يقوم بها الشرطة ومداهمات بالسلاح لبيوت مشتبهين، بعد مقتل الشاب البرازيلي جين تشارلس مينديز في أعقاب هجمات 7/7/2005.
وتقول ديك إن هناك تخطيط وتدقيق في العمليات، وتطور قدرات وحرفية أجهزة مكافحة الإرهاب بشكل كبير مع أنها تعترف بوقوع أخطاء في بعض الأحيان.
ويعتقد أن هناك حوالي 400 شاب بريطاني سافروا للقتال في سوريا ضد نظام
بشار الأسد.
ولوحظ زيادة في عدد الحالات المتعلقة بالسفر لسوريا منذ بداية العام الحالي، وهي أعلى من العام الماضي 2013، وهذا سببه هو اتصال العائلات بالشرطة التي تفضل سجن أبنائها على سماع أخبار مقتلهم في ساحات المعارك الدائرة في سوريا.
ودعت ديك العائلات المسلمة الإتصال بالشرطة، وأكدت أن التحقيق سيتم بطريقة تأخذ بعين الإعتبار الوضع وحساسيته.