علمت "عربي 21" أن كلاً من الإدارة الأمريكية وأطرافا عربية طرحت "حلاً إبداعياً" يسهل على رئيس السلطة الفلسطينية عباس الاعتراف بـيهودية "
إسرائيل".
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن "الحل الإبداعي" يقوم على تمرير قرار في كل من الأمم المتحدة والجامعة العربية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وما يعني ضمناً اعتراف "دولة فلسطين" بيهودية "إسرائيل" بسبب عضويتها في كل من الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأكدت المصادر أن تداول هذا الحل "الإبداعي" هو الذي دفع عضو المجلس المركزي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح نبيل عمرو للتصريح بأن عباس "سيتعاطي إيجابياً" مع الطلب الأمريكي بالاعتراف بيهودية "إسرائيل".
ويذكر أن وزير القضاء الإسرائيلي تسيفي ليفني، التي ترأس الوفد الذي يفاوض السلطة الفلسطينية قد صرحت قبل أسبوعين أن عباس "سيفاجئ" الجميع وسيعترف بيهودية "إسرائيل".
وفي سياق متصل، فجر وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري قنبلة عندما أكد التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بأنه لن يتم ترحيل أي مستوطن يهودي ولن يتم إخلاء أية مستوطنة يهودية في
الضفة الغربية.
وخلال مشاركته في برنامج "عوفدا" الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية، ورداً على سؤال لمقدمة البرنامج إيال ديان، قال كيري: " لن يكون هناك إخلاء لأي مستوطن ولن يتم تفكيك أية مستوطنة، بالإمكان التوصل لتسوية سياسية مع الحفاظ على المستوطنات".
من ناحيته حذر باحث فلسطيني من التداعيات الخطيرة لإمكانية اعتراف قيادة السلطة الفلسطينية بيهودية "إسرائيل".
وقال هاني المصري، مدير "المركز الفلسطيني للإعلام والسياسات والدراسات"، ومقره رام الله"، إن ما كشف عنه عضو المجلس المركزي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح نبيل عمرو بشأن "تخريجات" تسمح باعتراف الجانب الفلسطيني بـيهودية "إسرائيل" خطير، مشدداً على أن أي اعتراف فلسطيني من هذا القبيل " ينسف الرواية الفلسطينية التاريخية" للصراع.
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، أوضح المصري أن الأمريكيين يقترحون "تخريجات لفظية ولغوية" لتسويغ الاعتراف الفلسطيني بـ "يهودية إسرائيل"، محذراً من أن التعاطي مع مثل هذه "التخريجات".
وشدد المصري على أن أي اعتراف بيهودية "إسرائيل" يعني نزع الشرعية عن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، متسائلاً: " إن كان ممثلو الشعب الفلسطيني يعترفون بأن فلسطين هو الوطن القومي لليهود، فكيف يمكن تبرير التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، والتي سقط فيها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى".
ونوه المصري إلى أن الاعتراف يهودية "إسرائيل" يعني التنازل الفلسطيني عن
حق العودة للاجئين، وقبول كل ما من شأنه ضمان الطابع اليهودي لإسرائيل.
وحذر المصري من أن ميل الجانب الفلسطيني للتنازل يغري الجانب "الإسرائيلي" بطرح المزيد من المواقف التعجيزية، منوهاً إلى أن الجانب الفلسطيني بات لا يصر على موقفه من أي من القضايا المطروحة، سواء القدس أو اللاجئين والسيادة ومستقبل الأغوار، وغيرها.
وأكد المصري بأن الاستجابة الفلسطينية للمطالب الأمريكية يعني القبول بتصفية القضية الوطنية الفلسطينية برمتها، مشيراً إلى أن الموقف الفلسطيني المتراخي يعزز صدقية خطاب اليمين "الإسرائيلي".