ذكر تقرير
إسرائيلي، أن الولايات المتحدة بلورت خطة للترتيبات
الأمنية في الضفة الغربية بعد إقامة دولة فلسطينية، وذلك قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى إسرائيل مساء غد الخميس.
وفي هذا السياق صرح رئيس لجنة اللاجئين الفلسطينيين في المجلس التشريعي الفلسطيني حسام خضر، لموقع "عربي21"، بأن زيارة كيري لن تحمل أي جديد للشعب الفلسطيني، وهي تهدف بالأساس لضمان أمن إسرائيل وأمن نصف مليون مستوطن يعيشون على الأاراضي الفلسطينية، ومن الجانب الآخر لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي.
وأضاف القيادي الفتحاوي، أن الولايات المتحدة لا تريد إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على عكس ما يصرّح موظفو إدارتها، وهي ليست مع حل يتضمن قيام كيان فلسطيني مستقل (دولة أو ما يشبه الدولة).
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تسعى في تجاوز القضايا الأساسية، بإنهاء حق العودة واللاجئين، وجعل
القدس بكاملها عاصمة لـ"دولة إسرائيل الموحدة"، اللهم باستثناء جزء من
الأقصى الذي بدأوا بتقسيمه على منوال ما حدث للحرم الإبراهيمي بداية السبعينيات.
ولفت خضر إلى أن الساحة الفلسطينية تعيش حالة فراغ سياسي بكافة الاتجاهات، ولا توجد لدى القيادة السياسية أي تحضيرات لزيارة كيري، أو أوراق جاهزة لتخوض بها الجولة التالية من المفاوضات، فهي ترتجل بحسب المعطيات. وزاد أن زيارة كيري ما هي إلا حقنة مورفين رشت في هواء الفلسطينيين.
وأشار خضر إلى سوء الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون؛ فهي من مخلفات أوسلو، الذي عدّه مشروعًا اقتصاديًّا نفعيًّا لا يرتدّ نفعه إلا على مجموعة لا تتجاوز الـ 5% من الشعب، هم المتنفذون في القيادة الفلسطينية، يحصلون بموجبه على أموال وامتيازات ووجاهات، مقابل أمن "إسرائيل الدولة" وضمان بقاء الاستيطان واستمراره.
وكانت صحيفة "هآرتس" نقلت الأربعاء، عن مصادر ذات صلة بالمفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين، قولها إن القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون ألين، الذي أعد الخطة الأمنية، سيستعرضها خلال لقاء كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس الخميس.
ووضع الجنرال ألين خطته الأمنية من خلال محادثات أجراها مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، بينهم وزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس الدائرة السياسية-الأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية عاموس غلعاد، ورئيس شعبة التخطيط في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء نمرود شيفر، ورئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي في جيش الاحتلال العميد أساف أوريون.
وطالب الجانب الإسرائيلي في المحادثات مع ألين ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي على طول نهر الأردن بعد قيام دولة فلسطينية، واستمرار السيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي في الضفة الغربية ووجود محطات إنذار إسرائيلية في عدة نقاط إستراتيجية في الضفة ومطالب أمنية كثيرة أخرى.
وقال مصدر مطلع على المحادثات مع ألين للصحيفة، إن خطة الأخير ستشمل استجابة مفصلة للاحتياجات الأمنية التي طرحتها "إسرائيل"، وحلول أميركية بينها ضمانات أمنية ومقترحات لمساعدات عسكرية تقدمها الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي في المستقبل.
وأضاف المصدر أن خطة ألين "ستكون أساسا للمفاوضات وهو يريد سماع رد الفعل الإسرائيلي عليها".
ولكن توتر العلاقات بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية على خلفية الاتفاق بين الدول العظمى وإيران أشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو سيحاول التركيز على الموضوع الإيراني خلال محادثاته مع كيري وسيطرح مواقف "إسرائيل" من اتفاق دائم مع إيران حول برنامجها النووي.
وذكرت أن كيري سيحاول أن يركز محادثاته مع نتنياهو على المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وسيلتقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله لهذا الغرض.
وفي هذه الأثناء تتواصل اللقاءات بين وفدي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني مرتين كل أسبوع ولكن من دون إحراز تقدم في أية قضية من قضايا الحل الدائم.
وقالت "هآرتس" إن كيري سيحاول خلال لقاءاته مع نتنياهو وعباس، غدا، أن يحثهما على العودة إلى مفاوضات جدية والتوقف عن لعبة الاتهامات حول تعثر المفاوضات.
وأضافت أنه عقب توقيع الاتفاق بين الدول العظمى وإيران في جنيف، في ظل انتقادات شديدة وجهها نتنياهو إلى الدول العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة، فإن نتنياهو سيصبح أكثر تشددا الآن فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية مع الفلسطينيين.
ومن جانبه يعتبر كيري أن التقدم في المفاوضات حول موضوع الترتيبات الأمنية من شأنه أن يؤدي إلى انطلاق المفاوضات بشكل أكثر جدية.