في الوقت الذي تتعاظم فيه مظاهر التقاء المصالح بين الجانبين، كشف تقرير
إسرائيلي النقاب عن أن
دول الخليج تعد ثالث أكبر شريك تجاري لإسرائيل.
وجاء في التقرير الذي أعده يوئيل جوزينسكي، الباحث البارز في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، ونشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة " هآرتس " الثلاثاء أن التبادل التجاري بين إسرائيل وعدد من دول الخليج يتم عن طريق طرف ثالث.
وأشار جوزينسكي إلى أن إسرائيل تتمتع بحرية وصول إلى الأسواق الخليجية، بشرط إزالة الرموز والعلامات التي تدلل على أن البضائع انتجت في إسرائيل، مشيرة إلى أن السلطات المختصة في الدول الخليجية تدرك أن إسرائيل هي مصدر هذه البضائع لكنها تغض الطرف.
وأوضح التقرير أن الشركات الإسرائيلية " تلعب دوراً " رئيساً في مشاريع تحلية المياه المزدهرة في الخليج، حيث تشارك هذه الشركات بتوظيف التقنيات المتقدمة التي توصلت إليها إسرائيل في هذا المجال.
وأفاد التقرير أن شركات أمنية إسرائيلية تقوم بتدريب الأجهزة الأمنية لعدد من الدول الخيلجية، علاوة على تقديم حلول تكنلوجية لمعضلات أمنية تعاني منها هذه الدول.
ونوه التقرير إلى أن هناك جهودا تبذل من أجل زيادة استفادة للدول الخليجية من المنتجات الصناعية الإسرائيلية دون أن تتحمل تبعات سياسية أمام الرأي العام الخليجي والعربي.
وأوضح التقرير أن إدارة شركة الطيران الحكومية الإسرائيلية "إل عال" تطمح بأن توافق دول الخليج في المستقبل بالسماح لطائرات الشركة المتجهة إلى شرق آسيا بالتحليق في الأجواء الخليجية لتقصير مدة الطيران بشكل كبير.
وأكد جوزينسكي أن إسرائيل وعددا من دول الخليج تحافظ على قناة اتصال وحوار سرية، حول قضايا متعددة، سيما الملف الإيراني.
واستدرك التقرير أن دول الخليج ليس بوسعها تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل بشكل علني بفعل تأثير الرأي العام العربي والخليجي الذي يقلص هامش المناورة المتاح أمام الحكومات الخليجية.
وأوضح التقرير أن دول الخليج تعي أن الثمن الذي ستدفعه في حال ظل الانفتاح العلني والتطبيع الكامل مع إسرائيل أكبر من الثمن الذي ستجنيه، وهو ما يدفع هذه الدول للاكتفاء بالجانب السري.
ونوه التقرير إلى أن دول الخليج تدرك أن الرأي العام العربي والخليجي أصبح أكثر جرأة على توجيه الانتقادات في أعقاب ثورات الربيع العربي.
وأشار جوزينسكي إلى التأثير الكبير لالتقاء المصالح بين إسرائيل ودول الخليج والذي تعاظم مؤخراً، سيما في ظل تراجع مكانة الولايات المتحدة والتقارب بينها وبين إيران، على وجه الخصوص بعد التوقيع على اتفاق جنيف بين إسرائيل والدول الكبرى.
ونوه جوزينسكي إلى أن دول الخليج يمكن أن تسهم في تعزيز الواقع الإستراتيجي لإسرائيل في حال تم التوصل لتسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين تضمن تحقيق المصالح الإسرائيلية، عبر توفير الدعم المالي الذي يضمن صمود هذه التسوية.
وأشادر التقرير بدور السعودية في إضفاء شرعية على إسرائيل من خلال طرح المبادرة العربية التي قدمها الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي نصت على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو مركب مهم من أية تسوية سياسية للصراع.