اختتمت، الاثنين، أعمال
مؤتمر "حركات
الإسلام السياسي في الوطن العربي، التحديات والآفاق"، والذي نظمه مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، بمشاركة نخبة من قادة الرأي والنشطاء الإسلاميين وغيرهم من 14 دولة عربية، واستمرت فعالياته ليومين.
وشهد اليوم الثاني والأخير من أعمال المؤتمر، الإثنين، العديد من الأوراق والمداخلات التي قدمها أكاديميون وباحثون وحزبيون مشاركون فيه.
وقال جمال نصّار، الأمين العام لملتقى الإعلام المصري إن "جماعة الإخوان المسلمين في مصر ما كانت ستظهر لولا التخلف الحضاري والعلمي والعسكري والاقتصادي الذي ساد مناطق العرب في عشرينيات القرن الماضي، إضافة للاستعمار الغربي، وانهيار دولة الخلافة الإسلامية الذي دفع الإمام حسن البنا لإنشاء مشروع الدولة الإسلامية"، على حد قوله.
وبين نصّار خلال ورقة قدمها أن "رؤية جماعة الإخوان المسلمين – كما تظهر في برنامج حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها– اعتمدت على أسس مهمة، كأن تكون الدولة مدنية دستورية تحافظ على المواطنة وتعمل بالشورى، وتضمن الحريات للجميع والمساواة وتكافؤ الفرص".
وعن تجربة الحكم في مصر، أشار نصار إلى أن "الإخفاق المبكر للجماعة كان بسبب سوء اختيار قادة في بعض الأماكن، والصدام المبكر مع مؤسسات الدولة، وعدم تلبية طموح الشعب".
وطرح أنس التكريتي، أستاذ الجامعة العراقي، المتخصص في العلوم السياسية، ورقة قال فيها إن "دول الغرب حاولت الحصول على دور في الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة بعد تقدم الإسلاميين في انتخابات دول الربيع العربي".
وأضاف أن "الغرب سعى أيضًا إلى محاولة تصيد أخطاء الإسلاميين والتشكيك في قدرتهم على الحكم"، مبينًا أن "هذا التوجه ظهر في تصريحات للرئيس الأمريكي باراك أوباما، حين قال إن مصر ليست حليفًا أو عدوًا، بعد أن كانت تعتبر مصر حليفًا إستراتيجيًا لواشنطن لعقود".
وتابع أن "العلاقة بين الغرب والإسلام السياسي متأزمة، لم تستقر بعد إزاء مفاهيم تتعلق بالديمقراطية ودور المرأة، وهو ما استثمره الأول لتحقيق مصالحه".
بدوره، قال الأكاديمي المصري المتخصص بالشؤون التركية خالد أبو الحسن إن "تركيا لعبت دورًا في الربيع العربي لبناء تأييد كبير لها من خلال مناصرة الشعوب العربية في ثوراتها، ولكنها كانت حذرة لكي لا تتكبد خسائر".
واعتبر أبو الحسن أن "إيران حاولت خلال الثورات أن تفرض نفوذها الممزوج بالتوجه الشيعي على الدول التي تعتنق شعوبها المذهب السني، الأمر الذي يقود لاصطدام محتمل"، بحسب رأيه.
وعرضت ورقة حول فرص الإسلام السياسي في ضوء واقع الثورات والحركات الإصلاحية قدمها أحمد الأبيض، المفكر الإسلامي التونسي، وتناولت أبرز المحطات التي مرت على تونس منذ بداية الثورة وحتى اليوم، ودور حركة النهضة فيها.
وعن نفس الموضوع أشار أبو زيد المقرئ الإدريسي، عضو البرلمان المغربي عن حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي، إلى أن "النموذج الإصلاحي المغربي تحقق انطلاقًا من التقاء الإرادة الملكية والإرادة الشعبية بصيغة القرار، واعتماد منهجية حكيمة في إقرار الدستور".
وكان المؤتمر انطلق في العاصمة الأردنية عمان الأحد وتناول، بحسب منظميه، أربعة محاور رئيسية، هي "واقع حركات الإسلام السياسي"، و"التحديات التي تواجه حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي"، و"رؤى حركات الإسلام السياسي"، و"حركات الإسلام السياسي، الفرص وآفاق المستقبل".
وأتت فكرة المؤتمر الذي استمر يومين، بهدف جمع نخبة من خبراء الحركات الإسلامية، وقياداتها لبحث واقعها، وتجاربها في الحكم، ومستقبلها، في ضوء الفرص والتحديات التي تواجهها ما بعد الثورات العربية، وإعطاء الفرصة للحوار بين قيادات هذه الحركات ومفكريها مع النخبة السياسية العربية لتحقيق مزيد من التفاعل الإيجابي بينها.
وشهدت الحركات الإسلامية في العالم العربي بروزًا واضحًا عقب ثورات الربيع العربي في مصر وتونس عام 2011، وفي حين انقلبت قيادة الجيش المصري بالرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في يوليو/ تموز الماضي، تسعى حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس إلى توفيق أوضاعها مع المعارضة؛ لتجاوز الأزمة السياسية التي تفاقمت منذ تمّوز/ يوليو الماضي، في حين يواجه حزب العدالة والتنمية، والذي يقود الحكومة في المغرب انتقادات شديدة في الملفين السياسي والاقتصادي.