انطلقت في العاصمة الأردنية عمان، اليوم الأحد، أعمال
مؤتمر "حركات
الإسلام السياسي في الوطن العربي، التحديات والآفاق"، الذي ينظمه مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، وذلك على مدار يومين الأحد والإثنين، بمشاركة قيادات إسلامية من نحو 14 بلدًا عربيًا.
ويتناول المؤتمر، بحسب المنظمين، أربعة محاور رئيسية، هي "واقع حركات الإسلام السياسي"، و"التحديات التي تواجه حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي"، و"رؤى حركات الإسلام السياسي"، و"حركات الإسلام السياسي، الفرص وآفاق المستقبل".
وتضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مجموعة من الكلمات لعدد من المشاركين، الذين تحدثوا عن دور الحركات الإسلامية، وأثر هذه التجربة في عدد من الدول العربية.
وكانت البداية مع محمد اليدومي، رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي)، والذي أشار في كلمته إلى المرحلة التي مرت بها اليمن، خلال حكم ما قبل ثورة 11 شباط/ فبراير 2012، مبينًا أن "الثورة في اليمن لم تكن ثورة جياع، بل كانت ثورة الكرامة وأشواق الحرية".
أما رئيس حزب العدالة والبناء (الإسلامي) في ليبيا محمد صوان، فقال إن "من يزور ليبيا يستغرب بأن دولة منتجة للنفط تعيش هذا الواقع"، مضيفًا أن "الشعب الليبي ما زال يعمل على إرساء دعائم دولة جديدة، والتي لا زالت تمر بمرحلة ليست بأقل صعوبة من المرحلة السابقة".
وبيَّن صوان بأن "هناك تعاون في العمل السياسي في ليبيا، والتجانس الاجتماعي هو الصفة السائدة في المجتمع الليبي، والإسلام هو المطلب الشعبي".
أما رئيس مجلس الوزراء الأردني الأسبق ورئيس مجلس الأعيان السابق طاهر المصري، فقال: "يجب أن نتحدث عن مفهوم السياسة في الإسلام والاقتصاد"، مضيفًا أن "الحركات الإسلامية هي حركات تتحدث عن دولة إسلامية شاملة كل حسب رؤيته وأفكاره".
من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي (المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن) ، حمزة منصور أن "الدولة الإسلامية ضرورة قومية ووطنية وعالمية".
وأوضح منصور في كلمته أن "الإسلام الشامل الكامل نظام الحياة، وأن العقيدة والسياسة تعرضت للاستهداف في الوطن العربي، وتم استهداف الإسلاميين واعتقالهم ومضايقتهم بشتى الطرق والوسائل".
واختم جواد الحمد، رئيس المؤتمر ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مبينًا أن "انعقاد المؤتمر جاء ليشارك به الإسلاميون بالثلثين وثلث من غيرهم، لتقديم رؤية نقدية للتجارب، ولتطوير أداء التيار الإسلامي السياسي، خاصة أنه أصبح جزءًا أساسيًا في الوطن العربي".
واعتذر القائمون على تنظيم المؤتمر عن عدم حضور راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، والذي كان مفترضًا حضوره كمشارك أساسي، وأن مشاركته ستكون من خلال برنامج التواصل (سكايب) عبر الإنترنت.
وتأتي فكرة المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين، بحسب القائمين عليه، إلى جمع نخبة من خبراء الحركات الإسلامية، وقياداتها لبحث واقعها، وتجاربها في الحكم، ومستقبلها، في ضوء الفرص والتحديات التي تواجهها ما بعد الثورات العربية، وإعطاء الفرصة للحوار بين قيادات هذه الحركات ومفكريها مع النخبة السياسية العربية لتحقيق مزيد من التفاعل الإيجابي بينها.
وشهدت الحركات الإسلامية في العالم العربي بروزًا واضحًا عقب ثورات الربيع العربي، في مصر وتونس عام 2011، وفي حين أطاح قيادة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في تموز/ يوليو الماضي، تسعى حركة النهضة التونسية والتي تقود الائتلاف الحاكم في تونس إلى توفيق أوضاعها مع المعارضة؛ لتجاوز الأزمة السياسية التي تفاقمت منذ تموز/ يوليو الماضي، في حين يواجه حزب العدالة والتنمية، والذي يقود الحكومة في المغرب انتقادات شديدة في الملفين السياسي والإقتصادي.