صحافة دولية

ما وراء زيارة وزير الدفاع الروسي للصين بالتزامن مع مناورات قبالة تايوان؟

بيلوسوف أكد على التعاون العسكري الثنائي بين البلدين- تاس
سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء على المناورات واسعة النطاق، التي أجراها الجيش الصيني قبالة سواحل تايوان، الأمر الذي اعتبرته تايبيه عملا استفزازيا تزامن مع زيارة وزير الدفاع الروسي.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إن هذه المناورات تزامنت مع زيارة وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى بكين، وهو ما أثار التساؤلات عن طبيعة الرسائل التي بعثت بها روسيا إلى الصين في ظل تصاعد احتمال غزو تايوان.

وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر، أجرى جيش التحرير الشعبي مناورات عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى "السيف الحاد المشترك  2024 ب" في مضيق تايوان، وكذلك في مياه شمال وجنوب وشرق تايوان.

خلال المناورات، تم التدرب على طرق التفاعل بين القوات الجوية والبحرية لضمان التفوق الجوي، فضلا عن ضرب الأهداف البحرية والبرية للسيطرة على الموانئ والمناطق الرئيسية في الجزيرة. وقد شاركت في التدريبات مجموعة حاملة طائرات بقيادة حاملة الطائرات "لياونين".

في هذا الصدد قال لي شي المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني: "في 14 تشرين الأول/ أكتوبر أرسلت القيادة القتالية للمنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي مجموعة حاملة طائرات بقيادة ’لياونينغ’ لإجراء تدريبات مع القوات البرية والبحرية والجوية والصاروخية في البحر والمجال الجوي شرق تايوان".

ونقل الموقع عن مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المعهد العالي للاقتصاد الوطني، فاسيلي كاشين، قوله إن مشاركة حاملات الطائرات الصينية وسفن الإنزال الكبيرة في المناورات تعد مؤشرًا على نوايا الاستيلاء على تايوان.

ويضيف فاسيلي: "ينبغي إدراك أن الاستيلاء الكامل على الجزيرة مهمة يصعب إنجازها. لم تُنفذ أي دولة هجمات مماثلة من البحر منذ الحرب العالمية الثانية. مع العلم أن تايوان تمتلك العديد من الأسلحة الحديثة، والساحل الغربي للجزيرة، المواجه للبر الرئيسي للصين، محمي بشكل جيد. أما الساحل الشرقي فإنه أقل حماية، واستخدام حاملات الطائرات وسفن الإنزال الكبيرة، التي تحمل قوات وطائرات، يسمح للصين بمهاجمة الجزيرة من الشرق".

من جانبه، شدد الجيش الصيني على أن المناورات تشكّل "رادعًا قويًا للقوى الانفصالية التي تسعى إلى استقلال تايوان".

كيف تم استقبال تدريبات الجيش الصيني في تايوان؟

وصفت وزارة الدفاع التايوانية تصرفات بكين بأنها "غير عقلانية" و"استفزازية"، وأعلنت الوزارة عن نشرها القوات المناسبة للرد واتخاذ تدابير ملموسة لحماية الحرية والديمقراطية والسيادة في تايوان.

وعقب انطلاق المناورات الصينية، عقد الرئيس التايواني لاي تشينغ تي اجتماعًا طارئًا لبحث قضايا الأمن القومي.

وأكد الموقع أن التدريبات الصينية أحيت مخاوف الشعب التايواني، ووفقا لأحد سكان تايبيه، فإن الجزيرة لا تخشى الحصار فحسب، بل أيضا غزوا مباشرا من جيش التحرير الشعبي الصيني.

ويرى فاسيلي كاشين أن التدريبات الاستعراضية المستمرة في جميع أنحاء تايوان يمكن أن تلعب دور العامل المنوم، حيث تخفي الاستعدادات الحقيقية للحصار والغزو.

وتابع: "يمكن أن تتحول المناورات التالية إلى استيلاء فعلي على الجزيرة أمام  أنظار العالم. يعد إخفاء الاستعدادات للغزو من خلال تنظيم تدريبات واسعة النطاق عملا كلاسيكيا في تاريخ الفنون العسكرية".

لماذا زار بيلوسوف الصين؟

وفي خضم مناورات الجيش الصيني قبالة سواحل تايوان، أدى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف زيارة إلى بكين. خلال الزيارة أجرى بيلوسوف مفاوضات مع القيادة العسكرية والسياسية، وقد أعرب وزير الدفاع الصيني دونغ جون عن ثقته في قدرة روسيا والصين على تطوير التعاون العسكري الثنائي.

بدوره، وصف بيلوسوف التعاون الروسي الصيني بأنه عامل مهم في "تعزيز القدرات الدفاعية والحفاظ على الاستقرار العالمي والإقليمي".

واعتبر الموقع أن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى الصين تزامنا مع إجراء الجيش الصيني مناوراته يرسل إشارة واضحة حول تعزيز العلاقات العسكرية والسياسية بين موسكو وبكين.

في هذا السياق، يقول الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين إن "روسيا تؤيد بشكل قاطع سيادة الصين، بما في ذلك سيادتها على تايوان. وعلى هذه الخلفية، تتطور العلاقات الروسية الصينية على المستوى العسكري، بما في ذلك في المجال البحري".

من جانبه، يستبعد كاشين قدرة أي طرف على تحديد توقيت العملية العسكرية المحتملة للصين ضد تايوان، قائلا: "لا أحد يستطيع تحديد التاريخ الدقيق باستثناء السلطات الصينية، ومن غير المنطقي التنبؤ به من المصادر المفتوحة. لكن بكين ستأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة، مثل قدرة الولايات المتحدة على تقديم المساعدة السريعة لتايوان".

ووفقا للمراسل الحربي الروسي ألكسندر كوتس فإنه "قد يصبح الشرق الأقصى ساحة معركة جديدة. ويتفاقم الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسرعة كبيرة، العامل الذي يصب في صالح روسيا كون الأحداث في الشرق الأقصى والشرق الأوسط قد تصرف انتباه الغرب عن أوكرانيا".
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع