دعا المتحدث باسم جيش
الاحتلال الإسرائيلي إلى عدم نشر تفاصيل عن نشاط قواته لعدم تعريضها للخطر.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن تعليمات صدرت أيضا للوزراء بعدم الحديث عن الوضع بلبنان بعد منشورات ألمحت لبدء العملية البرية.
وسبق أن أبلغت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الولايات المتحدة الأمريكية، أنها بدأت عمليات برية في
لبنان، وقالت وزارة الخارجية في واشنطن إن تل أبب أبلغتها بأن العملية ستكون محدودة وستركز على البنية التحتية لحزب الله قرب الحدود مع الأراضي المحتلة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحفيين اليوم "أبلغوننا بعدد من العمليات، رأيت تقارير عن عمليات برية. وأجرينا بعض المحادثات معهم بشأنها".
وعندما سئل ما إذا كان من الممكن تأكيد أنها عمليات برية محدودة رد قائلا "هذا ما نفهمه".
وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت قبل قليل منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما قصفت طائرات الاحتلال بالقذائف الحارقة محيط بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، مشيرة إلى أن طائرات إسرائيلية ألقت قبل ذلك قنابل مضيئة في سماء البلدة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان محلين ومصدر أمني قولهم إن الجيش اللبناني انسحب من عدة مواقع على الحدود الجنوبية.
وأكد المصدر بأن القوات اللبنانية انسحبت لمسافة خمسة كيلومترات على الأقل شمال حدودها الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مصدر في الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس الاثنين أن قواته "تعيد التمركز" قرب الحدود في جنوب لبنان على وقع الإعلان الأمريكي عن "عمليات محدودة" تنفّذها القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبانية.
وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن "قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى" في أجزاء من جنوب لبنان قرب الحدود.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل إلى وقف "عمليتها البرية المحدودة" المحتملة ضد لبنان.
وقال بايدن في تصريح للصحفيين، الاثنين: "يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار على الفور".
ورداً على سؤال عما إذا كان على علم بتقارير عن خطط إسرائيلية لتنفيذ عملية محدودة، قال بايدن: "أنا أكثر علما مما تعتقدون، وسأكون مرتاحا إذا أوقفوا عملياتهم. يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن".
من جانبه، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان ثلاثة أحياء في ضاحية بيروت الجنوبية إخلاء المباني.
وأنذر الجيش سكان مناطق الليكي وحارة حريك وبرج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية بإخلائها فورا تمهيدا لاستهدافها.
ونفذت طائرات الاحتلال غارات على الضاحية الجنوبية بعد دقائق فقط من إنذارها الأهالي هناك.
وألقت مقاتلات إسرائيلية بالونات حرارية في أجواء مدينتي صيدا وصور جنوب لبنان.
وأعلن الجيش المناطق المحيطة بتجمعات المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي السكنية في الشمال بالقرب من الحدود مع لبنان منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الدخول إلى تلك المناطق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القرار اتخذ بعد تقييم للوضع. ويأتي ذلك وسط تزايد التكهنات بتوغل بري وشيك لجنوب لبنان.
الأربعاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، قراره استدعاء لواءي احتياط إلى الحدود مع لبنان، بعد وقت قصير من إعلان قائد المنطقة الشمالية أورين غوردين وجوب "حالة استعداد قوية للدخول في مناورة برية".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بناء على تقييم الوضع في الجيش تقرر استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لمهام عملياتية على الجبهة الشمالية".
وادعى أن "استدعاء اللواءين سيسمح بمواصلة الجهود القتالية ضد منظمة
حزب الله، وحماية مواطني دولة إسرائيل، وخلق الظروف لإعادة سكان مستوطنات الشمال بأمان إلى منازلهم".
وعادة ما يسبق استدعاء قوات الاحتياط القيام بعمليات برية، وهو ما تزداد المخاوف الإقليمية والدولية من حدوثه مع تواصل التصعيد الإسرائيلي الأعنف على لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق تقارير ترجح إقدام إسرائيل على خطوة كهذه.
وقبل الإعلان عن استدعاء اللواءين قال غوردين، بحسب بيان وزعه الجيش: "يجب علينا تغيير الوضع الأمني وعلينا أن نكون في حالة استعداد قوية للدخول في المناورة البرية".
ومنذ الأسبوع الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ومنذ "حرب تموز" عام 2006؛ مما أسفر عن 583 شهيدا بينهم أطفال ونساء، و1930 جريحًا ونحو 390 ألف نازح، وفق أحدث بيانات السلطات اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمال الأراضي المحتلة قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق "حزب الله" مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات، وصولا إلى تل أبيب.
من جانبه، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن مقاتلي الحزب مستعدون لمواجهة أي غزو بري وإفشال الأهداف الإسرائيلية، وذلك في أول خطاب علني له منذ أن قتلت إسرائيل نصر الله في غارات جوية الأسبوع الماضي.
وقال قاسم في خطاب من مكان لم يُكشف عنه "قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري".