نشرت مجلة "
ذا ويك" تقريرًا يتناول
التحديات
الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل في ظل تصاعد الصراع مع حماس وحزب الله،
مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزم على مواصلة الضغوط العسكرية، رغم
تحذيرات المحللين من أن الاقتصاد الإسرائيلي لا يتحمل حربًا على جبهتين.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته
"
عربي21"، إنه بعد مرور سنة تقريبًا على الهجمات التي شنتها حركة حماس
في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد باتت إسرائيل على شفا حرب شاملة مع
لبنان، ما قد يؤدي
إلى حرب تخوضها إسرائيل على جبهتين.
فقد تعهد نتنياهو بمواصلة الغارات الجوية المميتة
على أهداف حزب الله في لبنان والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد عشرات
الآلاف خلال الأيام الماضية، كما أن حزب الله يواصل هجماته الصاروخية على شمال
إسرائيل. وفي الوقت نفسه، لم تهدأ
الحرب في غزة، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية
تشن هجمات على القطاع.
ويقول رئيس الوزراء نتنياهو، إنه لن يتراجع حتى تحقيق
أهدافه، لكن المحللين العسكريين يشككون في قدرة البلاد على تحمل حرب على جبهتين.
ماذا قال المعلقون؟
لقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن داني بحر، وهو زميل
في مركز الأبحاث غير الربحي "مركز التنمية العالمية"، أن هذه الحرب تبدو
وكأنها أم الحروب، وهذا يعني أنها مكلفة. وأضافت الصحيفة أن الثمن الذي دفعه
الاقتصاد ضاع وسط الاضطرابات التي شهدتها السنة الماضية، فقد تم تخفيض التصنيف
الائتماني لإسرائيل، وانخفض ناتجها المحلي الإجمالي بشكل حاد، وانخفضت السياحة
بنسبة 75 بالمائة منذ هجوم حماس السنة الماضية.
وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، اضطر وزير المالية
بتسلئيل سموتريتش إلى طلب زيادة طارئة في العجز، وقالت مجلة الإيكونوميست إن
الاقتصاديين الإسرائيليين استسلموا لتدهور الوضع. إن أي حكومة في زمن الحرب يجب
عليها
تمويل جيشها، وهذا يحدث عادةً من خلال الإنفاق بالعجز، ولكن عليها أيضًا أن
تبقى "قوية بما يكفي لتسديد ديونها عندما يحل السلام"، ما يعني أن
"الاقتصاد يقف على حافة الهاوية".
وأفاد أدريان فينيغان في برنامج على قناة الجزيرة إن
العمال المتعلمين في إسرائيل يغادرون البلاد "أفواجًا" بعد أن أدت الحرب
في غزة إلى "توقف" القطاع الاقتصادي الإسرائيلي، والاقتصاد الإسرائيلي
يفقد ثقة المجتمع الدولي؛ حيث أغلقت أكثر من 46,000 شركة أعمالها، وأصبح من
"الصعب" جذب مواهب جديدة إلى البلاد.
وقالت الصحفية الإسرائيلية ميراف أرلوسوروف في صحيفة
هآرتس إن الحرب يمكن أن تفيد الاقتصاد إذا ما تمت إدارتها بحكمة، فتهديد حماس
قد زال ولن يظهر لسنوات قادمة، في حين أن "حربًا جيدة" مع حزب الله قد
تتركه مجروحًا بما فيه الكفاية بحيث لا يشكل مصدر قلق في الشمال.
لكن هناك شرطان: أولاً، ألا تنشأ أزمة اقتصادية في
هذه الأثناء، وثانياً، أن تحذو أي حرب مع حزب الله حذو حرب لبنان سنة 2006، أي
تكون صراعًا قصيرًا نسبيًا ينتهي بشكل حاسم ويضر بقدرات حزب الله العسكرية".
ماذا بعد؟
وأشارت المجلة إلى أن آمال أرلوسوروف في حرب قصيرة
تبدو غير مرجحة؛ حيث قال يوئيل جوزانسكي، الذي عمل في مجلس الأمن القومي
الإسرائيلي، إن إسرائيل ستواجه معركة حقيقية إذا اندلعت حرب كاملة في لبنان، وذلك
لأن حزب الله لديه عملية عسكرية أكثر تطوراً بكثير من حماس.
وقال إن استمرار القتال يعني أن المزاج العام سيكون
"متشائمًا"، على الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة لوقف إطلاق
النار. لكن الاقتصاد ليس هو الذي سيقرر ما إذا كانت إسرائيل ستحارب على جبهتين، بل
ما إذا كانت الحكومة تحظى بدعم الشعب، وقد يتفاجأ البعض من الدعم الإسرائيلي للحرب
ضد حزب الله.