نشرت صحيفة "
ليزيكو" الفرنسية تقريرًا
تحدثت فيه عن التوتر المتزايد بين
إسرائيل وحزب الله في
لبنان، حيث تقترب الأوضاع
من حرب شاملة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن الاشتباكات الخطيرة بين إسرائيل وحزب الله تقترب من نقطة
اللاعودة. خلال نهاية الأسبوع، اتخذت إسرائيل والحزب خطوات جديدة في
تصعيد العنف، والذي يهدد الآن بالخروج عن نطاق السيطرة في أي لحظة.
في هذا الصدد، أعلن
حزب الله عن "مرحلة
جديدة" من المواجهة وقال إنه مستعد لكل "السيناريوهات العسكرية" ضد
إسرائيل. وحذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، من
أن "المنطقة على شفا كارثة وشيكة".
وأوردت الصحيفة أنه تم توجيه ما يقرب من مليون إسرائيلي
يعيشون بالقرب من الحدود مع لبنان للبقاء في الملاجئ أو بالقرب منها. وفي الواقع،
أطلق حزب الله أكثر من 150 صاروخا وطائرة دون طيار. وللمرة الأولى، تجاوزت الخط
الأحمر يوم الأحد من خلال مهاجمتها بشكل أعمق باتجاه جنوب إسرائيل، مستهدفة بشكل خاص
حيفا، أكبر ميناء في إسرائيل، والمناطق المحيطة بها، فضلًا عن قاعدة جوية على بعد
50 كيلومترًا من الحدود.
وكإجراء احترازي، ظلت جميع المدارس الإسرائيلية في الشمال مغلقة. ولم تتمكن سوى الشركات التي لديها ملاجئ يمكن الوصول إليها بسرعة من مواصلة
العمل. وقد قامت المستشفيات بنقل نسبة كبيرة من الأسرة إلى أماكن محمية، بما في
ذلك مواقف السيارات الموجودة تحت الأرض. واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية
غالبية الصواريخ التي أطلقها حزب الله. وأصيب عدة أشخاص بينما كانت الأضرار محدودة.
الانتقام من الإذلال
وبحسب الصحيفة؛ فقد أراد حزب الله الانتقام من أقسى الإهانات التي ألحقتها به إسرائيل منذ أن
انخرطت في
الحرب في غزة تضامنًا مع الفلسطينيين. ففي تتابع
سريع، انفجر أكثر من 4000 جهاز لاسلكي يستخدمه أعضاء حزب الله في الاتصالات يومي
الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وأسفرت هذه العملية، التي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها
عنها، عن استشهاد 45 شخصًا وإصابة الآلاف.
ويوم الجمعة، نفذت طائرة إسرائيلية من طراز إف-15،
عملية "قتل مستهدف" بإطلاق صاروخ باتجاه مبنى في بيروت، حيث قُتل
إبراهيم عقيل، القيادي العسكري في حزب الله، إلى جانب عشرات آخرين من أعضاء الجناح
العسكري للحركة. وكان ابراهيم عقيل مطلوبًا من قبل الولايات المتحدة لتورطه في
الهجمات المناهضة للولايات المتحدة في بيروت سنة 1983 والتي أودت بحياة 273 من
مشاة البحرية.
"فهم
الرسالة"
وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو:
"لقد وجهنا ضربات لم يكن بوسع حزب الله أن يتخيلها، وأعتقد أنه سيفهم
الرسالة". ومن جهته، تبنى يوآف غالانت، وزير الجيش لهجة عسكرية مماثلة في ما
يتعلق بعودة 60 ألف إسرائيلي يقيمون بالقرب من الحدود اللبنانية والذين تم إجلاؤهم
منذ أشهر. وحذر قائلًا: "أعمالنا ضد حزب الله ستستمر حتى يتمكن هؤلاء
الإسرائيليون من العودة إلى ديارهم، وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق هذا الهدف".
والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان الخصوم سيقررون
المضي قدمًا في التصعيد. وامتنع حزب الله حتى الآن عن استخدام صواريخه متوسطة
المدى لضرب أهداف في منطقة تل أبيب، مثل وزارة الجيش أو مقر الموساد. ومن أجل
ممارسة الضغط، يقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إنهم مستعدون لشن غزو بري في
جنوب لبنان.
ماكرون تحت النقد
وذكرت الصحيفة أنه على الصعيد الدبلوماسي، يحاول
الأمريكيون، الذين يخشون أن يؤدي اندلاع حرب في لبنان إلى حرب إقليمية بين إسرائيل
وإيران، إلى تهدئة الأمور، ولكن من دون التوصل إلى صيغة دبلوماسية لتجنب مثل هذا
السيناريو. ومن جانبه، تدخل إيمانويل ماكرون أيضًا أثناء محادثة مع بنيامين
نتنياهو يوم الخميس. ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، نقلا عن وسائل الإعلام، كانت
المناقشة "متوترة جدا".
ودعا الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء إلى إظهار
"القيادة والمسؤولية لمنع التصعيد". قائلا: "أفعالكم تدفع المنطقة
إلى الحرب". في المقابل، رد بنيامين نتنياهو موضحًا أنه "بدلا من الضغط
على إسرائيل، فقد حان الوقت لفرنسا للضغط على حزب الله".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن الحكومة
الإسرائيلية جعلت رسميًّا عودة 60 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم هدفا للحرب، إلى جانب
القضاء على قوة حركة حماس في قطاع غزة.